يحيى بن معاذ بن جعفر، الرازي الواعظ. تكلم في علم الرجاء، وأحسن الكلام فيه.
وكانوا ثلاثة اخوة:يحيى وإسماعيل وإبرهيم.أكبرهم سنا إسماعيل ويحيى أوسطهم، وأصغرهم إبرهيم.وكلهم كانوا زهادا.
وإبرهيم خرج مع يحيى إلى خراسان؛ وتوفي فيما بين نيسابور وبلخ. وقيل إنه مات في بعض بلاد جوزجان وخرج يحيى إلى بلخ، وأقام بها مدة، ثم رجع إلى نيسابور، ومات بها سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وروى الحديث:
1 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن،قال:حدثنا على بن محمد الأزرق،حدثنا محمد بن عبدك،قال سمعت يحيى بن معاذ الرازى، الواعظ، يذكر عن حمدان بن عيسى البلخي؛ عن الزبرقان؛عن الشعبى؛ عن ابن عباس، قال: " التقوى كرم الخلق وطيب المطعم " .
2 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن أسد الهروى، قال:حدثنا محمد ابن على بن الحسين البلخى؛ حدثنا نصر بن الحارث؛ حدثنا يحيى بن معاذ؛ حدثنا عصمة بن عاصم؛ حدثنا سعدن الحليمى؛ حدثنا ابن جريح؛عن أبى الزبير؛ عن جابر، قال:طكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم التفكر،طويل الأحزان قليل الضحك إلا أن يبتسم " .
3 - سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبرى بها،قال:سمعت أحمد بن محمد السرى قال سمعت أبا محمد الأسكابى، قال:سمعت يحيى ابن معاذ، يقول: " من استفتح باب المعاش بغير مفاتيح الأقدار وكل إلى المخلوقين " .
4 - وبإسناده قال يحيى: " العبادة حرفة:حوانيتها الخلوة، ورأس ما لها الأجتهاد بالسنة، وربحها الجنة "
5 - وبه قال، سمعت يحيى يقول: " الصبر على الخلوة من علامات الإخلاص " .
* * *
6 - سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبرى، يقول:حدثنى أبو الحسن السنجرى، يقول: سمعت أبا يعقوب الدارمى، يقول:سمعت يحيى بن معاذ الرازى، يقول:طالدنيا دار أشغال، والآخرة دار أهوال. ولا يزال العبد بين الأهوال والأشغال، حتى يستقر به القرار؛ إما إلى الجنة وإما إلى النار "
7 - سمعت منصور بن عبد الله، يقول: سمعت الحسن بن علويه، يقول: سمعت يحيى بن معاذ، يقول: " جميع الدنيا، من أولها إلى آخرها، لا يساوى غم ساعة؛ فكيف تغم عمرك فيها، مع قليل يصيبك منها؟! " .
8 - قال،وسمعت يحيى يقول: " ثلاث خصال من صفة الأولياء: الثقة بالله في كل شىء، والغنى به عن كل شىء، والرجوع إليه في كل شىء. "
9 - قال، وسمعت يحيى يقول: " أولياؤه أسراء نعمه، وأصفياؤه رهائن كرمه، وأحباؤه عبيد مننه: فهم عبيد محبة،لا يعتقون؛ ورهائن كرم ،لايفكون؛وأسراء نعم، لايطلقون " .
10سمعت عبيد الله بن محمد، يقول: سمعت أحمد بن محمد السرى، يقول:سمعت أحمد بن محمد بن عيسى، يقول:سمعت يحيى بن معاذ، يقول: " كيف يكون زاهدا من لا ورع له؟؟ تورع عما ليس لك، ثم ازهد فيما لك " .
11 - قال:وسمعت يحيى يقول: " سقوط العبد من درجة ادعاؤها " .
12 - وبه قال يحيى: " جوع التوابين تجربة، وجوع الزاهدين سياسة،وجوع الصديقين تكرمة " .
13 - وبه قال يحيى: " طلب العاقل للدنيا، أحسن من ترك الجاهل لها " .
14 - وبه قال يحيى: " لا يزال العبد مقرونا بالتوانى، ما دام مقيما على وعد الأماني " .
15 - سمعت عبد الله بن على السراج، يقول سمعت جعفرا الخلدى، يقول:سمعت محمد الفضل العدوى، قال:حدثنا أحمد بن خلف البرسانىحدثنا أحمد بن محمد بن شاهويه البلخي، قالسمعت يحيى بن معاذ، يقول: " على قدر حبك الله تعالى يحبك الخلق؛ وبقدر خوفك من الله تعالى يهابك الخلق؛وعلى قدر شغلك بالله يشتغل في أمرك الخلق " .
16 - سمعت أبا الفضل، نصر بن أبى نصر، يقول: سمعت ابن الفضل القاضي البلخى، يقول:سمعت محمد بن اسماعيل بن موسى، يقول:سمعت يحيى بن معاذ يقول: " ليس من تاه فيه كمن تاه بعجائب ما ورد عليه منه. " .
17 - قال وسمعت يحيى يقول: " الفوت أشد من الموت، لأن الفوت انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق " .
18 - سمعت محد بن على الهاوندى، يقول:سمعت موسى بن محمد، يقول:سمعت يحيى بن معاذ، يقول: " الوحدة منية الصديقين،والأنس بالناس وحشتهم. "
19 - قال وسمعت يحيى يقول: " الزاهد صافي الظاهر، مختلط الباطن؛ والعارف صافي الباطن مختلط الظاهر " .
20 - قال،وسمعت يحيى يقول: " أهل المعرفة وحش الله في الأرض، لا يأنسون إلى أحد؛ والزاهدون غرباء في الدنيا، والعارفون غرباء في الآخرة " .
21 - قال،وسمعت يحيى يقول: " ابن آدم! مالك تأسف على مفقود، لا يرده عليك الفوت؟! ومالك تفرح بموجود، لا يتركه في يدك الموت؟! " .
22 - سمعت عبد الواحد بن بكر الورثانى، يقول.حدثنى أحمد بن محمد ابن على البرذعى، قال:حدثنا طاهر بن اسماعيل الرازى، قال:قيل ليحيى ابن معاذ: " أخبرنا عن الله، ما هو؟ " .قال: " إله واحد " .قيل:كيف هو؟.قال:ملك قادر.قيل:أين هو؟.قال:بالمرصاد.قيل:ليس عن هذا أسألك! قال يحيى:فذاك صفة المخلوق؛فأما صفة الخالق، فما أخبرتك به " .
23 - حدثنا أحمد بن محمد بن يعقوب، قال:حدثنى أحمد بن محمد بن على؛حدثنا على الرازى؛ قال:قال يحيى بن معاذ: " من سر بخدمة الله،سرت الأشياء كلها بخدمته؛ ومن قرت عينه بالله، قرت عيون كل شىء بالنظر إليه " ،
24 - سمعت أبا الحسين الفارسى، يقول:سمعت الحسن بن علويه، يقول: سمعت يحيى بن معاذ، يقول: " الزهد ثلاثة أشياء:القلة، والخلوة، والجوع " .
25 - قال،وقال يحيى: " عندنزول البلاء،تظهر حقائق الصبر؛ وعند مكاشفة المقدور، تظهر حقائق الرضا " .
26 - قال،وقال يحيى: " محبوب اليوم يعقب المكروه غدا؛ومكروه اليوم يعقب المحبوب غدا. " .
27 - قال، وقال يحيى: " اجتنبت صحبة ثلاثة أصناف من الناس :العلماء الغافلين، والقراء المداهنين، والمتصوفة الجاهلين. " .
28 - قال،وقال يحيى: " من لم يعتبر بالمعاينة، لم يتعظ بالموعظة؛ ومن اعتبر بالمعاينة، استغنى عن الموعظة. " .
29 - قال،وقال يحيى: " العبرة بالأوتار، والمعتبر بالمثقال. " .
30 - قال،وقال يحيى: " أبناء الدنيا تخدمهم الإماء والعبيد، وأبناء الآخرة يخدمهم الأبرار والأحرار " .
31 - قال،وقال يحيى: " لا تربح على نفسك بشىء أجل من أن تشغلها - في كل وقت - بما هو أولى بها " .
راجع : [طبقات الصوفية]