الحزب الصغير
لسيدي إبراهيم الدسوقي([1])
بسم الله الرحمن الرحيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بسم الله الخالق الأكبر وهو حرز مانع مما أخاف وأحذر, لا قدرة لمخلوق مع قدرة الخالق, يلجمه بلجام قدرته أحمى حميثا أطمى طميثا, وكان الله قويًّا عزيزًا, حمعسق حمايتنا, كهيعص كفايتنا, فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (ثلاثًا), ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يا باري) «مائة مرة», (يا لطيف) «مائة وتسع وعشرون مرة»، (اللهم يا لطيف بخلقه، يا عليمًا, يا خبيرًا بخلقه, الطف بنا يا لطيف, يا عليم, يا خبير) «سبع مرات».
(يا الله - ست وستون مرة)
(يا دائم - ست وستون مرة)
لك الدوام الأزلي والبقاء السرمدي حتى ترث الأرض ومن عليها وأنت خير الوارثين, سبحانك يا دائم ارزقنا حلاوة محبتك واحشرنا في زمرة المحبين ولا حول ولا قوة إلا باالله العلي العظيم.
«انتهى الحزب الصغير للدسوقي»
الحزب الكبير
لسيدي إبراهيم الدسوقي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابًا مستورًا, وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا, وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورًا, أيا مالك يوم الدين, إياك نعبد وإياك نستعين, رب لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين.
ألم نووا فلووا عما نووا فعموا وصموا فوقع عليهم القول بما ظلموا فهم لا, أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا, وجعلنا من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا فأغشيناهم فهم لا, يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا,«لا آلاء إلا آلاؤك يا الله» (ثلاثًا) إنك سميع عليم, وبالحق أنزلناه وبالحق نزل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, التجم كل مارد, وذل كل ذي بطش شديد معاند, وتلاشت مكائد الجن والإنس أجمعين, بأسمائك يا رب العالمين, بالسموات القائمات فهن بالقدرة واقفات, بالسبع المتطابقات, بالكرسي البسيط, بالعرش المحيط بغاية الغايات, بمواضع الإشارات, بمن دنا فتدلى, فكان قاب قوسين أو أدنى, خضعت المردة فكبتوا ودحضوا, كبت الأعداء بأسماء الله فكبتوا, خسئ المارد وذل الحاسد, استعنت بالله على من نوى لي سوءًا, كيف أخاف وإلهي أملي؟ أم كيف أضام وعلى الله متكلي؟ اللهم احرسني من كيد الفاسق, ومن سطوة المارق, ومن لدغة الفاسق, بكهيعص كفيت, بحمعسق حميت, فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم «ثلاثًا» ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم, بسم الله ما أعظم الله, كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله, كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز.
اللهم يا من الجم البحر بقدرته, وقهر العباد بحكمته, اكفني أنت الكافي, وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلمًا, فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.
أقبل ولا تخف إنك من الآمنين, لا تخف نجوت من القوم الظالمين, لا تخاف دركًا ولا تخشى, لا تخف إنك أنت الأعلى, لا تخاف إني معكما أسمع وأرى, لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون, وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنًا, وآمنهم من خوف, اللهم آمنا من كل خوف وهم وغم وكرب كدكد كردد كردد كرده كرده ده ده ده ده الله رب العزة كتب الله اسمه على كل شيء أعزه, خضع كل شيء لعظمة سلطانه, اللهم أخضع لي جميع من يراني من الجن والإنس والطير والوحوش والهوام, اللهم اجعل لي نورًا من نورك على وجهي, ومن ضياء سلطانك أمامي, حتى إذا رأوني ولوا هاربين خاضعين لهيبة الله ولهيبة أسمائه ولهيبتي تدكدكت الجبال, بكهيعص كفيت, بحمعسق حميت، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (ثلاثًا), ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين, ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا, وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويًّا عزيزًا, بها بها بها بهيا بهيا بهيات بهيات بهيات القديم الأزلي يخضع لي جميع من يراني لمقنجل يا أرض خذيهم, قل كونوا حجارة أو حديدًا, وقفوهم إنهم مسئولون, كـأنهم خشب مسندة, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
طهور، بدعق، محببه، صوره، محببه، سقفاطيس، سقاطيم، أحون، ق، آدم، حم، هاء، آمين.
﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾. صدق الله العظيم, وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين عدد ما ما يتعلق به علم الله القديم من الجائز والواجب والمستحيل جملة وتفصيلًا, منذ خلقت الدنيا إلى يوم القيامة في كل يوم مائة ألف مرة, وفي كل مرة قدر ذلك, وعلى آله وصحبه وسلم, يا عزيز (مائة مرة) يا عزيز فلم أزل بعزك عزيزًا يا عزيز يا عزيز (سبع مرات) أو (سبعين مرة).
«انتهى»
ملحق الشعر
أولًا- تائية أحمد البدوي
دعني لقد ملك الغرام أعنتي |
* | لكنني خضت البحار بهمتي |
أصبحت في حانتها متجردًا |
* | بين الصفا أسعى وبين المروةِ |
نشوان ما بين الدِّنَانِ مهرولًا |
* | الحب يسقيني ودِنِّي كعبتي |
لم يشرب العشاق من بحر الهوى |
* | إلا بقية نقطة من طينتي |
سكروا بها فتهتكوا وتصنعوا |
* | وأنا طويت الحب تحت طويتي |
فقرأت من توراة موسى تسعة |
* |
تُلِيَتْ على موسى لها لم يثبتِ
|
وقرأت من إنجيل عيسى عشرة |
* | تليت على عيسى فزادت رفعتي |
وقرأت من نهج الغرام مسائلًا |
* | وأتيت فيها من شواهد فطنتي |
وقرأته وفهمته وشرحته |
* | وجعلت فيه من شواهد حكمتي |
وبدايتي في ذاك كتمان الهوى |
* | من بعد ما أفنى الغرام بقيتي |
أنا بلبل الأفراح صاحب أنسها |
* | كم بلبلت في حانها من فتيةِ |
أنا صاحب الناقوس سلطان الهوى |
* | أنا فارس الأنجاد حامي مكةِ |
أنا أحمد البدوي غوث لا خفا |
* | أنا كل شبان البلاد رعيتي |
ثم الصلاة على النبي وآله |
* | والصحب ثم التابعين وعترةِ |
وكذا السلام مضاعفًا عد الحصا |
* | والرمل ما سار الحجيج لطيبةِ |
ثانيًا- تائية الدسوقي:
لأهمية القصيدة في الكشف عن ملامح الحقيقة المحمدية عند الدسوقي, فإني أقدمها للقراء رغم طولها كنموذج يتجلى فيه كل خيوط هذه النظرية.
يقول الدسوقي:
تجلى لي المحبوب من كل وجهة |
* | فشاهدته في كل معنى وصورةِ |
وخاطبني مني بكشف سرائر |
* | تعالت عن الأغيار لطفًا وجلَّتِ |
فقال: أتدري من أنا؟ قلت: أنت يا |
* | مناي إذا كنت أنت حقيقتي |
فقال كذاك الأمر لكنما إذا |
* | تغيبت الأشياء كنت كنسختي |
فأوصلتُ ذاتي باتحادي بذاته |
* | بغير حلول بل بتحقيق نسبتي |
فصرت فناء في بقاء مؤيد |
* |
لذاتس بديمُومِيَّةٍ سرمديَّةِ
|
إذا رمت إثباتًا لا بنيتي به |
* | محاه وجودي محوة أي محوةِ |
فيأخذني مني فأصبح سائلًا |
* | لذاتي عن ذاتي لذاتي بغيبتي |
وانظر مرآة ذاتي مشاهدًا |
* | لذاتي بذاتي وهي غاية غايتي |
فأغدو وأمري بين أمرين واقف |
* | علومي تمحوني ووهمي مُثبتي |
حبيب له ف يحبة القلب منزل |
* | تَرَفَّعَ عن دعد وهند وعلوةِ |
أنا ذلك القطب المبارك قدره |
* | وأن مدار الكل من حول ذروتي |
وما صورتي للذات إلا جليلة |
* | هي النفس والكون المحس جنَّتي |
أنا شمس إشراق العقول ولم أقل |
* | وما غبت إلا عن قلوب عَمِيِّةِ |
وقد تعبق الآفاق من طين الشذا |
* | وما نشق المزكوم فياح نسبتي |
وأصغت إلى داعي الفلاح ثقاتها |
* | وعنه أذون الحاجرين أجرت |
ولولا زنادي في الطبيعة قادح |
* | لما قاما الأشخاص من تلك طينتي |
وبي فاحت الأنباء من كل ملة |
* | بمختلف الآراء والكل أمتى |
ولا جامع الأولى فيه منبر |
* | وأخطب في أعلائه بمصوتي |
ولا مشهد إلا وكنت إمامه |
* | وفي حانة الخمار طفت بحانتي |
سقاني بكأس من يدي من أحبه |
* | فغبت بوجدي عن وجودي بسكرتي |
وكنت أنا الساقي ومني منادي |
* | ووجد وفتحي والخيال بجدتي |
وكنت أنا الداعي ومني إجابتي |
* | وكنت أنا الصاغي لإسماع دعوتي |
ولا تسكر إلا وكنت نديمهم |
* | وفي حضرة المختار فزت ببغيتي |
وما شهدت عيني سوى عين ذاتها |
* | لأن سواها لا يلم بفكرتي |
بذاتي تقوم الذات في كل دورة |
* | أجدد فيها حلة بعد حلةِ |
أنا موجد الأشياء من غير حاجة |
* | بكره كان الكون من غير آلتي |
فليلى، وهند، والرباب، وزينب |
* | وعليا، وسلمى بعدها, وبثينةِ |
عبارات أسماء بغير حقيقة |
* | وما لوحوا بالقصد من قبل نشأتي |
أنا كنت في العليا ونور محمد |
* | وفي قاب قوسين اجتماع الأحبةِ |
أنا كنت في رؤيا الذبيح فداؤه |
* | بعين عنايات ولطف حقيقتي |
أنا كنت مع إدريس لما رقى العلا |
* | وأسكن في الفردوس أحسن بقعةِ |
أنا كنت مع عيسى في المهد ناطقًا |
* | وأعطي داود حلاوة نغمتي |
أنا كنت مع نوح بما شهد الورى |
* | بحارًا وطوفانًا على كف قدرتي |
أنا الذاكر المذكور ذكري لذاكري |
* | أنا الشاكر المشكور شكري لنعمتي |
أنا الحامد المحمود حمدي لحامد |
* | كذا العرش والكرسي والكون جلستي |
أنا العاشق المعشوق في كل مظهري |
* | أنا السامع المسموع في كل نعمتي |
أنا الواحد الفرد الكبير بذاته |
* | أنا الواصف الموصوف بالعهدية |
وقالوا فأنت القطب قلت مشاهدًا |
* | وتالي كتاب الله في كل ساعة |
وناظر ما في اللوح من كل آية |
* | بما قد رأينا من شهود ومقالة |
وقالوا فأنت الفرد حقًّا على العلا |
* | فقلت وكان السر مني ثابت |
أنا القطب شيخ الوقت كل مهذب |
* | أنا السيد البرهاني سيد الحقيقة |
المرجع : الطرق الصوفية في مصر ، نشأتها ونظمها ، أ/د عامر النجار ، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب ، (ص 294 - 302) .