وأعلم أن الكرامة [ليست من شرط حصول الولاية([1])]. فقد تحصل الكرامة.
لكن إن وقعت للولي فهى دالة على دق عبادته وعلو مكانته بشرط إتباعه الحقيقة ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فهى خذلان من الشيطان.
ومن الصالحين من يعلم بولايته ويعلم غيره بها، ومنهم من لا يعلم بنفسه ولايعلم به، ومنهم يعلم به ولايعلم هو نفسه. وكذلك أصحاب الكرامة: منهم من يعلم بكرامته ومنهم من لا يعلم بها.
والعالمون بها: منهم من يكتمها جهد إستطاعته، ومنهم من يظهرها ويصرح بها.
كان رجل بالمغرب يظهرها ويقول: أظهروا الكرامة ليرغب في الطاعة.
وذلك منهم من يتزيا بزي المجانين، ومنهم من يتزيا بزي الصالحين على إختلاف آرائهم ومقادهم. لكن الذي يتزيا بزي من يحتقر هو الذي إذا بحثت عن ظاهر أمره وجدته مشغولًا بطاعة ربه ثم يدري([2]) بما ظهر له. أما إذا كانت حالته في الباطن مساوية لحالته في الظاهر أو أردأ فصلا يوصف بالخير بوجه.
وقد ظهر لك مما قررناه أنه: لايستدل على الولاية بالكرامة لاحتمال أن تكون من الشيطان. وإنما يستدل على دق الكرامة بصحة الولاية.
وقد تكون الكرامة نوعًا واحدًا في الشخص وقد تكون أنواعًا مختلفة، وربما كانت مرارًا. وقد شاهدت ذلك ورأيته، ولا ينكر الكرامة إلا معاند محروم سئ الأعتقاد كثير الانتقاد، ولابد أن أشير إلى ما رأيت.
قال الشيخ أبو يعزي([3]) رحمه الله: ما لهؤلاء ينكرون الكرامات!!
والله لو كنت قرب البحر لأريتهم المشي على الماء!
فلا يلتفت إلى الباطل الغافل بوجهٍ، لأنه أمر علمه المحققون وركن إليه المتقون.
[كرامات الصحابة]
فإن قلت: إذا كانت الكرامة دالة على صحة العبادة فلا أصح من عبادة الصحابة فهل كانت لهم أو لأحدهم كرامة أم لا؟
قلنا: قد قررنا فيما سبق أنها ليست بشرط في الفضل. وأيضًا فكرامتهم العلية شهادة الله لهم بالعدالة، وشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لايدركهم أحد في فضلهم.
فإن قلت: هذا صحيح ونحن نسأل عن هذه الخوارق وهل وقعت منهم أم لا؟
ولا نسأل عن استقامتهم لحصول العلم بها.
قلنا: نعم، ففي البخاري ((أن رجلين خرجا من عند رسول الله >، في ليلة مظلمة فإذا النور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما)).([4])
وفي البخاري ((أن عمران بن حصين كانت تكلمه الملائكة)). ([5])
ونادى عمر بن الخطاب: ((يا سارية الجبل))! يحضه على الرجوع إلى الجبل حذرًا من العدو وبينهما أيام، فرآه وسمعه سارية فرجع إلى الجبل وسلم من العدو. ([6])
وأما إجابة دعائهم { فكثير العموم. ولما حضرت الوفاة أبا بكر الصديق }، وجه إلى علي بن أبى طاب }، وقال له: إن نمت، فأغسلوني، وكفنوني وصلوا علي، وأحملوني إلى روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأستأذنوا علي في الدفن بإزائه -— فإن فتح الباب من غير فعل إنسان فأدفنوني هنالك وإلا فأحملوني إلى البقيع ففعل ذلك علي } وأتى به إلى باب الروضة المباركة وقال: يارسول الله: هذا أبو بكر يستأذن في الدفن إلى إزائك ففتح الباب من غير فاتح برًا وكرامة لأبى بكر([7]) الصديق }.
((وكان الشيطان يهرب من عمر بن الخطاب } فجًا([8]) بعد فج)).
فأوى أن تستأذن عائشة في الدفن بإزاء أبيها فأذنت.
وظهر لي أن الحكمة في دفنهما بإزاء النبي صلى الله عليه وسلم ، دون غيرهما: قربهما منه يوم القيامة، ((فإن النبي صلى الله عليه وسلم أول من تنشق عنه الأرض))([9]). وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يومًا من الأيام وفي يمينه أبو بكر وفي شماله عمر، فقال عليه السلام ((هكذا أبعث يوم القيامة)) ([10])
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، على عثمان بن عفان } وهو محصور في الدار، من كوةٍ([11]) في البيت في اليقظة فقال: حروك ياعثمان!
فقال: نعم أعطشوك ياعثمان فقال: نعم فقال: تفطر عندنا ياعثمان([12])
فقال: نعم فأمر عثمان غلمانه بطرح السيوف حتى قتل.
ورجعت الشمس بعد مغيبها لعلي بن أبى طالب } حتى صلى العصر([13]) في وقتها لإشتغاله بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، أبا ذر يدعو له عليًا } فوجد في بيته أرحاء([14]) تدور وحدها وليس معها أحد، فعجب من ذلك. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ياأبا ذر أما علمت أن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض موكلين بمؤونة آل محمد([15]) صلى الله عليه وسلم.
وعطش الناس فأزال علي رضى الله عنه حجرًا نبع الماء من تحته([16]).
وكلمته } ، الموتى([17]) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، للبراء بن مالك: لو أقسمت على ربك لأبرك! وكذلك فعل حين التقى المسلمون بالمشركون فقال: أقسمت عليك يارب إلا منحتنا أكتافهم وألحقتني بالنبي صلى الله عليه وسلم! فمنحوا أكتافهم وقتل البراء([18]) .
ورأى خالد بن الوليد زقًا فيه خمر فقال: ما هذا؟ فقالوا له: خل فقال اللهم أجعله خلًا([19]) قلت وفيه كرامتان.
وزار سلمان الفارسي صاحبًا له في النزع فوجد عنده ملك الموت، قال سلمان: ياملك الموت ارفق بصاحبنا فقال: إني بكل مؤمن رفيق([20]) وسمع الحاضرون الصوت ولم يظهر له الشخص.
وهذا الباب واسع جدًا وكرامات الصحابة وفضائلهم أكثر من أن تحصى وقد أمتلأت بذلك المجلدات. وإذا ظهرت الكرامة لمن هو دونهم في الفضل قطعًا فأحرى لهم.
وأعلم أنه جاء في الحديث: ((من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة)) ([21]) وقال، عليه الصلاة والسلام: إن الله تعالى يقول: ((من آذى لي وليًا فقد آذنته بالحرب)) ([22]) .
وأعلم أن سوء الظن اساس الحجاب بين الناس والأولياء، وحسن الظن فيه سلامة الدين وثبوت اليقين.
وفي الحديث: أن الله تعالى يقول: ((لايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فأكون سمعه الذي يسمع به، وبره الذي يبر به، ولئن سألني لأعطيته!)) ([23])
[كرمات الأولياء بعد الموت]
فإن قلت: هل تنقطع الكرامة بموت اصحبها أم لا؟
قلنا: لا تنقطع بموته([24])، بل تظهر. فكثير من لا يعرف في الحياة تشتهر بركاته بعد الممات، وتلوح عند قبره البركات.
ولقد حضرت عند ولي الله تعالى على التحقيق، وهو الشيخ الحاج الصالح أبو العباس أحمد بن عاشر الأندلسي([25]) بمدينة (سلا) ([26]) في عام ثلاثة وستين وسبعمائة.
سأله أحد الفقراء عن هذا الفضل، فأنكر عليه سؤاله وقال: لا تنقطع الكرامة بالموت، أنظروا إلى السبتي! -يشير إلى الشيخ الفقيه العالم المحقق أبى عباس السبتي([27]) المدفون (بمراكش) – وما ظهرت عند قبره من البركات في قضاء الحاجات بعقب الصدقات، سمعت (بمراكش) يهوديًا يلهج ببركته وينادي بأسمه عند أمر أصابه لامع المسلمين، فسألته عن سبب ذلك فأخبرني أنه وجد بركته في غير ما موطن، فسألته عما رأى له في أقرب وقت، فقال لي: وحق ما أنزل على موسى بن عمران أني ما أذكر لك إلا ما أتفق لي في قريب: وهو أني سريت بالليل مع قافلة في مفازة وبين يدي دابة، فعرجت لي فما شككت في قتلي وسلب مالي، فجلست وبكيت بيني وبين الناس بعد، فقلت: ياسيدي أبا العباس خاطرك! قال لي: والله ما أتممت الكلام إلا وأهل القافلة أصابهم سبب ووقفوا وضربت دابتي وخف عرجها وزال وأتصلت بالناس.
فقلت له: لم لم تسلم؟ فقال: حتى يريد الله تعالى.، وعجبه كون ذلك من يهودي. وهذه شهادة عدو في الدين.
ولقد وقفت على قبره مرات وسألت الله تعالى في أشياء يسرها لي، منها سؤالي أن أكون ممن يشتغل بالعلم ويوصف به وأن ييسر علي فهم كتب عينتها فيسر الله على ذلك في أقرب مدة.
وكان السبتي آية في أحواله، وما أدرك صحبته إلا الخواص من الناس.
وكان أصل مذهبه الحض على الصدقة، وكان أمره عجبًا في إجابة الدعاء بنزول المطر وأختصاصه بمكان دون آخر. وقال لأصحابه: أنا القطب!
وكان تفقه على أبى عبد الله([28]) |
* | الفخار صاحب القاضي |
عياض([29]) بسبتة([30]) لأنها بلد القاضي عياض. وأما قبره فبمراكش وقفت عليه وله بركات وأنوار.
وكان السبتي آية في المناظرة، وأوذي باللسان كثيرا جدًا فكان يصفح ويتجاوز, وسمع يومًا منشدًا يقول:
رفعوا الهوادج للرحيل وسلموا |
فقال هو -رحمه الله:
رفعوا الأنامل للصلاة وكبروا |
* | فبدا الخشوع بخوفهم يترنم |
وبدت سواكب دمعهم مسبولة |
* | خوفًا لما قد أخروا أو قدموا |
هذى صلاة المتقين وغيرهم |
* | نائي الفؤاد لسانه يتكلم |
رأى عبد الرحمن بن يوسف الحسنى -من أهل البيت الكريم- النبي > في النوم قال: فقلت: يارسول الله! ما تقول في السبتي؟ -وكنت سئ الإعتقاد فيه- قال: فقلت: بين لي، يارسول الله! قال: هو ممن يمر على الصراط كالبرق قال: فخرجت بعد الصبح فلقيني أبو العباس فقال لي: قل ما رأيت وما سمعت والله لاتركته حتى تعرفني!
فعرفته، فصاح وقال: كلمة الصفا من المصطفى ، وتوفى السبتي -رحمه الله- بمركش سنة إحدى وستمائة ودفن بخارجها، وكانت ولادته بسبتة عام أربعة وعشرين وخمسمائة.
[فأعجبني]([31]) إشارة ابن عاشر بهذا المعنى –أعني أن الكرامة لا تنقطع بالموت.
وكان ابن عاشر-رحمة الله ونفع به- فريدًا في الورع ميسرًا عليه في ذلك أتم تيسير، محفوظًا من كل ما فيه شبهة، كثير النفور من الناس وخصوصًا أصحاب الولاية في الأعمال: وخرجت على يده تلامذة صلحاء أخيار.
وطريقته أنه جعل (إحياء علوم الدين) بين عينيه وأتبع ما فيه بجد وإجتهاد، ودق وإنقياد. وكان الحجة في ذلك الطريق.
وأول إجتماعي به نفر عني فحسبته بيدي وهززته، فتبسم ووقف معي وسألني عن نسبي ودعا لي باللطف. ثم تردد إليه وكنت أقف معه وطلبته فيما يطعمني، فأعتذر لي بالإقلال ثم قال لي: أمهل ودخل فأخرج لي حبات من تين يابسة في يده اليمنى وغطاها باليد اليسرى ودفعها إلي وضحك معي، وعجب الحاضرون وليانته وأنشراحه معي في معاملته؛ لأنه كان لا ينبسط إلى أحدٍ من الناس، وحل لي بذلك فخر لا يدري قدره إلا من حاول بعضه معه.
وقصدني كثير من الخواص يسألني عما أنطوى عليه مجلسي في لقائه وما وقع من كلامه وسؤاله ودعائه.
وكان مما سألني عنه قال: كيف الطريق؟ فأخبرته. ثم سألني عن سلطان([32]) الوقت من يكون؟ فأعلمته بأسمه، ثم أنقبض كالنادم على ذلك.
وقد حاول ملك المغرب لما أرتحل إليه عام سبعة وخمسين وسبعمائة على لقائه فلم يقدر على ذلك بوجهٍ وحجبه الله عنه حتى تبعه يوم جمعة من الجامع الأعظم على قدمه لما نعت له، والناس ينظرونه وهو لم يره فرجع عنه.
وقد يومًا أسيرً من المسلمين فنظر إليه وأخرج له سكين البقل. سمعت أن الأسير باعها بالمزايدة في السوق بسبعة عشر دينارًا ذهبًا.
ولم يكن قوته إلا من نسخ العمدة([33]) في الحديث وكيفية بيعاها ولم يبيعها ولايأخذ إلا قيمتها. ولا زالت حالته وبركاته في الزيادة إلى أن توفى -رحمه الله ونفع به- في سنة خمس وستين وسبعمائة ودفن داخل مدينة ((سلا)). وزرت قبره هنالك مرارًا.
فأنت ترى من هذه صفته يصرح أن الكرامة لا تنقطع بالموت، ويحيل على ما هو معاين في السبتي -رحمه الله-.
[الفرق بين مكاشفة المسلم والنصراني]
وسأله بعض الأخيار بمحضري عن الفرق بين مكاشفة المسلم ومكاشفة النصراني لوجود ذلك من بعضهم؟
فقال له: المسلم الذي له هذه الدرجة يبرئ من العاهة والنصراني لا.
ثم قال له: وهل يبرئ الفقير من العاهة؟
فقال له: نعم ثم نظر يمينًا وشمالًا ليجد صاحب عاهة فيأتي بالعيان، فلم يجد أحدًا وكأنه اغتاظ لهذا السؤال، ثم أخرج يده وقال: يأتي لمن تعطل عن الحركة فيحبسه بيده ويقيمه وقد ذهب ألمه -بعد أن حنا إلى الأرض في الصفة- ثم قال: سئل بعضهم عن هذا- وكان السائل نصرانيًا في زي مسلم- فقال له: الفرق بينهما سقوط الزنار([34]) من وسطك، قال: فسقط وفضحه الله وأسلم بسبب ذلك قلت: والأمر أجلي من أن يستدل عليه.
ومن كرامات الأولياء: حفظ حفدتهم وقهر مريد الشر بهم، وهو أمر معروف لايفتقر إلى بيان، وقد وجد في غير ما موضع بالعيان.
ولنختم هذه المقدمة التي صدرت بها هذا الكتاب بوصية في بيتين أنشدهما
بعض الصالحين وهما:
قد أحدث الناس أمورًا فلا |
* | تعمل بها إني أمرؤ ناصح |
فما جماع الخير إلا الذي |
* | كان عليه السلف الصالح |
ولي في هذا المعنى :
الفقر إن فكرت فيه رأيته |
* | قد دار بين قواعد متتالية |
فاطلبه في القرآن أو في سنةٍ |
* | واعضده بالإجماع وأترك تاليه([35]) |
(1)هو: يلنور بن ميمون بن عبد الله الدكالي الهزميري، من أكابر الصوفية بالمغرب، وأحد شيوخ أبى مدين، توفى سنة 572هـ، وسيأتي كلام المصنف عليه في شيوخ أبى مدين }. راجع الأعلام للزركلي (8/208) والتشوف إلى رجال التصوف للتادلي ص213، والطبقات الكبرى للشعراني(1/136).
(2)صحيح البخاري(3805)، والرجلان هما: أسيد بن حضير، وعباد بن بشر {. قلت: وقد وقع مثل هذا للتابعين أيضًا، فقد روى عبد الرازق في المصنف (11/281)، وابو نعيم في الحلية(2/205)، والبيهقي في الإعتقاد ص428 عن قتادة قال: كان مطرف بن عبد الله بن الشخصير، وصاحب له، سريا في ليلة مظلمة، فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء، فقال لصاحبه أما إنا لو حدثنا الناس بهذا كذبونا، قال مطرف،: المكذب أكذب -يعني المكذب بنعمة الله.
(1)الأثر: أخرجه البيهقي في دلائل النبوة(6/370)، وذكره السخاوي في المقاد الحسنة ص474، ونقل عن الحافظ ابن حجر: أن إسناده حسن
وسارية هو:سارية بن زنيم بن عبد الله بن جابر الكناني، صحابى من الشعراء والقادة الفاتحين، وهو المعنى بقبول عمر: سارية الجبل.
توفى سنة 30هـ، انظر الإصابة لابن حجر ترجمة رقم (3034)، والأعلام للزركلي (3/69).
(2)قصة دفن أبى بكر } بإزاء النبي > بهذا السياق لم أجدها في الكتب المعتمدة، وقد ذكرها الشبلنجي في نور الأبصار ص65.
(1)رواه الطبراني في الأوسط من الحديث أبى هريرة، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/53):فيه خالد بن يزيد العمري، وهو كذاب.
(4)أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار(2/8) وصححه، والقاضي عياض في الشفا(1/215) ونقل تصحيح الطحاوي، والحافظ أحمد بن صالح المصري شيخ البخاري، لهذا الحديث.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري(6/222): أخطأ ابن الجوزي بإيراده في الموضوعات، وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه
قلت: وممن صححه أيضاٌ السيوطي في اللآلئ المصنوعة(1/336-341)، وقد ألف فيه جزءًا سماه كشف اللبس في حديث رد الشمس.
(6)ذكره الصبان في إسعاف الراغبين ص173، وأخرج نحوه أحمد في مسنده(2/513) من حديث أبى هريرة في قصة المرأة التي أصابتها فاقة، حيث قامت إلى الرحي فوجدت الجفنة قد أمتلأت طعامًا ولم يكن بها شئ من قبل.
(1)أما نبع الماء فقريب منه ماذكره ابن سعد في الطبقات(5/144) أن بئرًا لابن مطيع جف ماؤها، فقيل للأمام الحسين بن علي }ما لو دعوت الله لنا فيها بالبركة، فأخذ الحسين منها فمضمض ثم رده في البئر فأعذب ماؤه وكثر.
(2)ونظير ذلك ما أخرجه ابن أبى الدنيا وابن السمعاني أن عمر بن الخطاب مر ببقيع الغرقد فقال: السلام عليكم ياأهل القبور، أخبار ما عندنا أن نساءكم قد تزوجت، ودوركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت فأجابه الهاتف: أخبار من عندنا أن ما قدمناه وجدناه وما أنصفناه ربحناه، وما خلفناه فقد خسرناه. انظر حياة الصحابة (3/497).
(3)أخرجه بها اللفظ، الحاكم في المستدرك(3/291)، من حديث أنس وقال صحيح علي شرط الشيخين وأقره الذهبي، كما أخرجه الترمزي من حديث أنس أيضًا (3854) بلفظ: كم من أشعث أغبر ذي طمرين لايؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك وقال الترمزي: حسن صحيح، ورواه مسلم (2622) مختصرًا دون ذكر البراء }.
والبراء بن مالك من الصحابة الشجعان الأبطال، أخو أنس بن مالك { شهد أحدًا وما بعدها مع النبي صلى الله عليه وسلم قتل مائة شخص مبارزة عدا من قتل في المعارك، انظر حلية الأولياء(1/350).
(4)قال العلامة الباجوري: أعتقد ثبوت الكرامة للأولياء، بمعنى جوازها ووقوعها لهم في الحياة وبعد الممات، كما ذهب إليه جمهور أهل السنة، ووليس في مذهب من المذاهب الأربعة قول بنفعها بعد الموت، بل ظهورها حينئذٍ أولى لأن النفس حينئذٍ صافية من الأكدار، ولذا قيل: من لم تظهر كرامته بعد الموت كما كانت في حياته فليس صادقًا. انظر شرح جوهرة التوحيد للعلامة الباجوري.
(5)هو: أبو العباس أحمد بن عمر بن عاشر الأندلسي الأصل، السلاوي المولد والقرار، الشيخ الصالح أحد علماء الأخيار، من رجال الكمال والأولياء الأبدال، كان مشهورًا بإجابة الدعاء، ومعروفًا بالكرامات، جمع بين العلم والعمل. توفى بسلا سنة 765هـ، وسيأتي كلام المصنف عليه إن شاء الله -تعالى- انظر شجرة النور الذكية في طبقات المالكية للشيخ محمد بن محمد مخلوف ص233 والأعلام للزركلي (1/187).
(1)انظر ترجمته بذيل التشوف إلى رجال التصوف لأبى يعقوب يوسف التادلي ص451-477 والإعلام بمن حل بمراكش من الأعلام(1/338:239) والأعلام للزركلي (1/107).
(1)أبو عبد الله الفخار من تلاميذ القاضي عياض، توفى سنة 586هـ، ودفن بتطوان من بلاد المغرب. انظر التشوف ص452 ، والإعلام (1/325)، وتاريخ سبتة لمحمد بن تاوت ص 83.
(1)هو: عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي، أبو الفضل، إمام أهل الحديث في وقته، وعالم أهل المغرب، وكان من أعلم الناس بكلام العرب وانسابهم وأيامهم، ولي قضاء سبتة، ثم قضاء غرناطة، ولد سنة 476هـ، وتوفى سنة 544هـ بمراكش، وله تصانيف كثيرة مشهورة، منها: الشفا بتعريف حقوق المصطفى، ترتيب المدارك في معرفة أعلام مذهب مالك، شرح صحيح مسلم، مشارق الأنوار في الحديث، وقد جمع المقري في سيرته وأخباره كتاب أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض، في أربع مجلدات.
انظر وفيات الأعيان(1/392)، والأعلام للزركلي (5/99).