هى روح إلهية يمد الله بها قلوب أولياءه فيؤيدهم حتى تسكن لمطالعة كماله قال الله تعالى في حق عيسى: (وأيدناه بروح القدس) وهذه السكينة مخصوصة بالأنبياء وبالكمل من أولياء أمة محمد صلى الله عليه وسلم والسكينة التي نزلت على بنى إسرائيل في التابوت هى ريح هفافة قد تخلع قلوب الأعداء عند بقاء الصفين في القتال وتزيد قلوب أصحابه قوة وشجاعة وكانت أية النصرة لملوكهم ومعجزة لأنبيائهم وسكينة أمة محمد هو ذلك الروح الإلهية التي تسكن بها القلوب إلى مطالعة العظمة والكبرياء ولها في العبد سبع علامات أحدها أن يغشاً وجهه نوار الهيبة والوقار الثانية أن ينطق بالحكمة الإلهية الثالثة أن ينبأ بالغيب الرابعة أن لا يسكن إلى غير الله ظاهراً وباطناً الخامسة خمود أحكام النفس بمحصول الطمأنينة السادسة دوام الترقي بالذهاب في الله السابعة إجابة الدعوة عند طلبه للشيء بالقول أو بالهمة أو لمجرد الإرادة وذلك أعلى درجات الإجابة وأعلم أن السكينة تتعلق بالقلب والطمأنينة تتعلق بالنفس فالطمأنينة النفس على الإطلاق ذهاب الصفات المذمومة عنها وسكينة القلب على الإطلاق سكونه إلى الله تعالى والناس متفاوتون في هذا السكون فمنهم من سكونه إلى صفة جمالية ومنهم من سكونه إلى صفة جلالية ومنهم من سكونه إلى صفة ذاتية ومنهم من سكونه إلى صفة كمالية ومنهم من سكونه إلى الذات المقدسة بغير واسطة صفة بل سكون مطلق فهذا العبد هو الكامل الواقف مع الشؤون الإلهية الذاتية فهو متأدب لكل تجلى إلهى بما يلزمه من الآداب الكمالية وهو أعلى عارف بالله.