هو عبارة عن وجدانك الحق بأسمائه وصفاته متجلياً في ذاتك من غير حلول ولا اتحاد بل تجده فيك من غير كيفية وتكون أنت لا أنت بل يكون هو هو على ما هو عليه أنت للأزل والآباد بغير حد ولا حصر تعالى الله وفى هذا المقام يكون العبد كما لم يكن والحق كما لم يزل وتذهب صفات العبد وتأتى صفات الرب فتجد بالضرورة أن سمعك سمعه وبصرك بصره وكلامك كلامه وعلمك علمه وحياتك حياته وإرادتك إرادته وقدرتك قدرته والفرق بين الشهود وبين الوجود أن الشهود قد يطلق على مطالعة الجمال مع بقاء الغيرية لما يقتضيه المقام والوجود يطلق على مطالعة الجلال مع عدم شهود الغيرية فالمشاهد يرى الحق في الأفاق وإليه الإشارة بقوله: (سنريهم آياتنا في الأفاق) والواجد يرى الحق في نفسه وإليه الإشارة بتمام الآية في قوله: (وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)