الحمد لله، مَنْ اتقاه وقاه، ومَنْ استهداه هداه، ومَنْ استغنى به أغناه، ومَنْ استكفى به كفاه، وعافاه، واصطفاه، وأصفاه.
أحْمَدُهُ، وأشْهَدُ أن لا إله إلا الله، لا كبير غيره، ولا عظيم سواه، يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء عَمَّن ناداه، وأشْهَدُ أنَّ سَيِّدنَاَ مُحَمَّدًا رسولُ الله، نبيُّ الله، صفيُّ الله، وليُّ الله، نجيُّ الله، حبيبُ الله، خيرة الله من خلق الله.
اللَّهُمَّ فَصَلِّ وسَلِّمْ وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، بكُلِّ ما تحبه له وترضاه، في مبدأ كُلِّ أمر ومنتهاه.
أمَّا بعد :
فهذا مختصر مركز، لا يستغني عنه عالم، ولا مثقف، ولا طالب علم، يبتغي وجه الله ورضوانه، ويطلب الله والدار الآخرة، وهو بما فيه من معلومات وخصائص ضروري لكُلِّ مسلم على كُلِّ مستوى، ومن كُلِّ وطن، وفي كُلِّ مذهب، ما لم يتعصب أو يتوهب.
وقد شملت هذه الرسالة:
1) الأدلة العلمية على فضل قراءة الأوراد القرآنية، مع بيان بعض معاني التفضيل والاختيار في السور والآيات، وخصوصًا (الفاتحة)، وموقف الصُّوفية من ذلك.
2) بركات «سورة يس» على الأحياء والموتى والمحتضرين، بتفصيل علمي، وتحقيق مفصل غير مسبوق ،وانطلاقًا مع الكلام على مسألة «العدد والعدِّية والنية»، ومعنى البركة، وكل ما يتعلق بهذه السورة المبرورة.
3) انتفاع الميت قطعًا بقراءة القرآن له، وتحقيق كل ما يتعلق بهذا الموضوع، وحد انقطاع الأعمال، ومعنى ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ [النَّجم:39] إلى آخر هذا الباب الفسيح (الذي اختصرناه اختصارًا شديدًا).
4) التداوي بالقرآن وحكمه العلمي الدقيق، وحقيقته وأنواعه، والفرق بينه وبين الجاهليات والخرافيات، والرد الحاسم على المخالفين لذلك، شرعًا وعقلًا، وقد أردنا بإصدار هذه الرسالة حسم اللجاجة حول هذه الموضوعات الأربعة، بقواطع الأدلة من الكتاب والسنة، وإنْ كُنَّا قد كتبنا فيها من قبل؛ فهي هنا أوفى وأكمل وأشمل بإذن الله.
فما أصبتُ فيه فبتوفيق الله وعونه، وما أخطأتُ فيه فإنِّي استغفر الله وأتوبُ إليه، وما أحب أبدًا أن ألزم أحدًا بقولي، ولا أنْ يُلزمني أحد بقوله؛ فإنَّ الحَقَّ واحدٌ ولكن السبل إليه متعددة ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 82]، والله المستعان.
*وصَلَّى اللهُ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسَلَّم*
محمد زكي إبراهيم
رائد العشيرة المحمدية