«رائد العشيرة، وشيخ الطريقة المحمدية ومجدد التصوف ومؤسس الصحوة الصوفية المعاصرة».
هو العالم الموسوعي، الداعية، القطب، المجاهد، الكاتب، والخطيب، الشاعر، المحاضر، المعتصم بالله (السيد محمد زكي إبراهيم) وكنيته (أبو البركات)، ولقبه (زكي الدين)، وقد ولد ببيت الأسرة ببولاق بمصر، ووالده القطب الشريف الحسيني (السيد إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي) ووالدته الشريفة الحسينية (السيدة الزهراء فاطمة النبوية) بنت القطب الأكبر الشيخ (محمود أبو عليان الشاذلي). وله ولدان وبنت كلهم متزوج وله أولاد.
وهو خريج الأزهر، ويجيد عدة لغات. وكان مفتشًا للتعليم بوزارة التربية والتعليم، ثم أستاذًا بالدراسات العليا والمعهد العالي لتدريب الأئمة والوعاظ، ثم عميدًا لمعهد (إعداد الدعاة) قبل أن تضمه إليها وزارة الأوقاف بعد أن أنشأته العشيرة، وتخرَّج فيه كثير من أشرف الدعاة.
وترجم لإقبال عن الفارسية، وللشاعر الألماني (هايني رش هايني)، ولغيره من شعراء أوربا، وقد نشر أكثر ذلك بمجلة «أبولو» التي كان يشارك في الإشراف عليها أمير الشعراء «أحمد شوقي»، وفي غيرها من المجلات الأدبية.
وهو رائد العشيرة المحمدية، ومؤسسها، ومؤسس مجلة (المسلم) المجلة الصوفية الأولى في العالم الإسلامي، ومؤسس معهد إعداد الدعاة -أول معهد شعبي من نوعه- ومؤسس الطريقة المحمدية الشاذلية، ومجدد مسجد ومشهد المشايخ بقايتباي، ومراقد مسجد أهل الله ببرقوق، ومجدد ساحات أبي عليان بالصعيد، ومؤسس المجمع المحمدي بمنشية ناصر والدويقة والحرفيين، والساحة المحمدية بحميثرة، ثم هو عضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية واللجنة الدينية العليا بمحافظة القاهرة، والمؤتمر العالمي للسيرة والسنة، ومؤتمر التبليغ والدعوة العالمي، وبعض المجامع العلمية بالبلاد العربية والإسلامية، وله مكتبته النادرة العامرة بأمهات الكتب القيمة والنادرة القديمة.
وقد أهداه الرئيس جمال عبد الناصر (وشاح الرواد الأوائل ونوط التكريم)، وأهداه الرئيس السادات (نوط الامتياز الذهبي) من الطبقة الأولى، وأهداه الرئيس حسني مبارك (وسام العلوم والفنون) المخصص أيضًا. وأهداه الرئيس اليمني عبد الله السلال (وشاح اليمن والخنجر)، وأهدته محافظة القاهرة، ووزراة الشئون الاجتماعية، وبعض المؤسسات الكبرى: عددًا كبيرًا من شهادات التقدير والأوسمة، ذات القيمة الكبيرة. كما كان مؤسسًا لمؤتمر الهيئات والجمعيات الدينية، للعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، باشتراك أخيه في الله (شيخ الأزهر) الدكتور عبد الحليم محمود، والأستاذ الشيخ حسنين مخلوف عميد الإفتاء، وعضوية جمهرة رؤساء وعلماء وممثلي الجماعات الإسلامية الرسمية والشعبية بمصر الذي انعقد في الثمانينات لثلاثة أيام، كما أسس المؤتمر الصوفي العالمي، ومؤتمر المرأة المسلمة الذي عقد في أوائل الخمسينات.
كما كان أمينًا ورائدًا دينيًا لجماعات الشبان المسلمين العالمية والمؤتمر القرآني، برئاسة نائب رئيس الجمهورية السيد حسين الشافعي، واللجنة العليا للدعوة بالأزهر برئاسة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، وكان خبيرًا باللجنتين التاريختين لإصلاح التصوف برئاسة السيد وزير الداخلية ثم برئاسة الشيخ الباقوري وزير الأوقاف وقتئذ -رحمه الله-. وعلى مجهود هاتين اللجنتين صدرت اللائحة الصوفية الحالية، وقد كان له عليها عدة مآخذ لولا أنها كانت الخطوة الأولى في سبيل إصلاح التصوف بمصر.
كما كان عضوًا إداريًا عاملًا في أكثر من جماعة وهيئة ولجنة إسلامية واجتماعية وثقافية عامة وخاصة، رسمية وشعبية، بمصر والخارج منها جماعة (أبولو) للشعراء برئاسة المرحوم أحمد شوقي أمير الشعراء، كما اشتغل فترة بالصحافة والنشاط النقابي للمعلمين، كل هذا رغم امتحانه الدائم بالأمراض الشديدة والمواجع المستمرة، وبرغم ما يبذل بكل السخاء، وبالغ الجود، من ماله الخاص في سبيل الدعوة والإسلام بلا مَنٍّ ولا أذى ولا إعلان.
وله مشاركة كبرى في تجديد المسجد الحالي لمولانا الإمام الشاذلي وتطهير مولده السنوي تمهيدًا لما هو أفضل.
وقد شارك في الإعداد لحرب عام 1973 هو وتلاميذه وكبار أعضاء العشيرة والطريقة بأعمال التعبئة والتوعية والإعداد، حتى كان يبيت الليالي ذوات العدد مع جنود الجبهة على البحر الأحمر مع أخيه في الله زعيم السويس الشعبي الصوفي الشيخ حافظ سلامة، وزميله فضيلة الشيخ محمد الغزالي، وبعض العلماء. وكم تعرَّض ومن معه للأخطار الداهمة وواجه الأسر والقتل بين بورسعيد والإسماعيلية والسويس أمام الهجمات اليهودية وذلك وراثة عن شيخه أبي الحسن الشاذلي في موقعة المنصورة أمام الصليبيين وغيره من الصوفية السابقين.
ولابد أن نشير هنا إلى فرع العشيرة والطريقة بالسويس الذي قام بالبطولات الفدائية وبالمشاركة الإيجابية الدائمة في الكفاح ضد اليهود منذ حرب 1948 حتى جاء نصر الله تحت إشراف الأخ الشيخ «المهدي عبد الوهاب».
ولشيخنا عشرات من مؤلفاته النادرة الكثيرة الدقيقة في التصوف الإسلامي والدفاع العلمي عنه، وبيان أصيله من دخليه، ثم مؤلفاته في بقية العلوم الإسلامية والآداب والشعر والاجتماع والمعارف العامة، وله نشاطه الديني بالإذاعة والتليفزيون والجرائد والمجلات بمصر وغيرها، وله خطبه ومحاضراته ودروسه وفتاويه المسجلة على الكاسيت وغيره بالمساجد والنوادي والأحفال وغيرها -ولا تزال- خصوصًا درسه بمسجد مشايخنا بقايتباي.
وهو يكافح التطرف والتشدد، بقدر ما يكافح التخريف والتحريف والتظاهر والرياء والضعف، داعيًا إلى الوسطية والسماحة والحب والسلام والعلم والعلاقة بالله، والتقريب بين طوائف المسلمين على أساس الربانية القرآنية مكافحًا الجمود والجحود والتخلف والتعصب والتطرف والإرهاب والتخريب.
وله دعوته العلمية الثائرة القوية العملية إلى الصحوة الصوفية الناهضة وإلى تحرير التصوف وتطهيره وإدماجه في الحياة الجادة، على طريق الكتاب والسنة، قولًا وعملًا ثم دعوته إلى (الجامعة الصوفية العالمية) كنواة للتجمع الإسلامي وإلى الاتحاد العام للجمعيات الإسلامية، ودعوته إلى إنشاء (دائرة المعارف الصوفية التاريخية) وبيت الصوفية الجامع للمكتبة، والمستشفى والفندق وقاعة الاحتفال ومعهد الدراسات الصوفية والمطبعة والمجلة والجريدة وكافة المرافق. والمؤتمر الصوفي العالمي الذي عقد في دورته الأولى في الأربعينات لثلاثة أيام. ومع هذا لم يقبل مشيخة الطرق الصوفية، ولا عضوية مجلسها الأعلى إيثارًا لحريته في دعوة الإصلاح الصوفي والمذهبي وغيره، ووقوفًا مع رأيه الخاص في كل ذلك.
وكل ذلك بالتعاون الكامل، مع شقيقه ونائبه وأمين سره ورفيق جهاده: العارف بالله السيد محمد وهبي إبراهيم (رحمه الله تعالى رحمة واسعة) حامل نوط الامتياز الذهبي ومسئول إدارة العشيرة والطريقة بجميع الأنشطة والمؤسسات المحمدية بالمدن والأقاليم، وبمشاركة العارف بالله السيد أبي التقى أحمد خليل ا وتقبل منهم جميعًا ورحم الله أخانا السيد أبا التقى ورفع درجته عنده.
هذا وقد قطع شيخنا مدارج السلوك الصوفي وأتم مسيرة (الأسماء السبعة) ثم (الثلاثة عشرة) ثم (التسعة التسعين) حتى انتهى إلى (الاسم المفرد والأعظم) ودخل الخلوة الصغرى والكبرى مرات، ومارس العلوم الفلكية والروحية، وأجرى الله على يديه الكرامات، وتتلمذ عليه كبار القوم والسادة من الشباب والعلماء والأدباء، وقد أسلم على يديه عدد من القساوسة والشمامسة وغيرهم، وزارته الوفود (ولاتزال) والشخصيات الكبرى من أطراف الوطن الإسلامي. فهو عَلَم الصوفية ومفتهيم وقطب وقته ومجدِّد عصره، لا محالة، وقد لاقى في سبيل دعوته ما لا يوصف من أنواع الأذى البالغ ماديًا وأدبيًا وهو سعيد مستمر صامد، حتى يلقى اللّهَ مجاهدًا راضيًا مَرْضيًا إن شاء الله.
وقد ألزمته الأمراض الاعتكاف عدة سنين، ولكنه لم يفتر قط عن كافة أنشطة الدعوة بكل مشاقها وتضحياتها الكبرى بكل ما بقى له من جهد وطاقة في الله في مرضه الدائم الطويل منذ سنين. وكما عانى من أعداء الصوفية بما لم يخطر علىٰ بال، كذلك عانى من أدعياء التصوف، حتى رفع الأمر إلى مجلس الدولة فحكم له لأول مرة في التاريخ الصوفي الرسمي، بالإضافة إلى ما ينظره القضاء العادي فيما بينه وبين المتمسلفة سواء منهم الحمقى أو المأجورين، مما تدخل فيه الأزهر الشريف، وبعض كبار الرجال، والله أشد بأسًا وأشد تنكيلًا.
نفعنا الله به وبعلومه وربّانيته ووفقنا إلى الاقتداء به والثبات على طريقته، وخدمة دعوته بفضله تعالى ونعمته. ونستغفر الله ونتوب إليه.
صدر عن
أمانة الدعوة بالطريقة والعشيرة المحمدية
بمسجد المشايخ بقايتباي بالقاهرة