وقال الدارقطني: رافضي متهم([1]) بوضع حديث: «الإيمان إقرار بالقول».
وقال العباسي الدروقي: سمعت يحيىٰ يوثق أبا الصلت.
وقال محمد بن محرز عن يحيى: ليس ممن يكذب، وأثنى عليه أحمد بن سيار في تاريخ مرو، وقال: كان يعرف بالتشيع فناظرته لاستخراج ما عنده فلم أره يفرط، رأيته يقدم أبا بكر وعمر، لا يذكر الصحابة إلا بالجميل، وقال لي: هذا مذهبي الذي أدين اللّٰه به. قلت: فالحاصل أن حديثه في مرتبة الضعيف الذي ليس بالموضوع.
وقد أورد القطب القسطلاني هذا الحديث في كتابه في التصوف، وقال: إن له شاهدًا من مرسل سعيد بن المسيب، وأورد فيه حديث أنس -رضي اللّٰه عنه- مرفوعًا.
([1]) هذا الاتهام مردود، فإن أبا الصلت لم ينفرد به، بل تابعه عليه غيره ممن هو أجلّ منه وأوثق، وبيان ذلك أن الحديث رواه ابن ماجه عن سهل بن أبي سهل ومحمد بن إسماعيل، والطبراني عن معاذ بن المثنَّىٰ، والبيهقي في الشعب من طريق علي عبد العزيز أربعتهم قالوا: ثنا أبو الصلت الهروي ثنا علي بن موسى الرضى ثنا أبي موسى ثنا أبي جعفر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه عليّ -كرَّم اللّٰه وجهه- مرفوعًا: «الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان» تابع أبا الصلت علىٰ روايته عن علي بن موسى الرضى حفيده الحسن محمد بن علي بن موسى، وأخوه عبد اللّٰه بن موسى، وعلي بن غراب، ومحمد بن زياد السهمي، ومحمد بن أسلم، فمتابعة الحسن رواها الشيرازي في الألقاب، ومتابعة عبد اللّٰه رواها ابن السنيّ في كتاب (الأخوة والأخوات)، ومتابعة علي بن غراب رواها الخطيب، ومتابعة محمد بن زياد رواها الصابوني في المائتين، ومتابعة محمد بن أسلم رواها البيهقي في الشعب مقرونة برواية أبي الصلت، وتابعه أيضًا الحسن بن عليّ التميمي الطبرستاني عن محمد بن صدقة العنبري عن موسى بن جعفر وأحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي عن عباد بن صهيب عن جعفر، رواهما تمام في فوائده، ثم إن للحديث شاهدًا بلفظه وبمعناه، فالأول رواه الشيرازي في الألقاب من طريق الحسن بن بشر عن عيسى بن إبراهيم عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعًا به، والثاني رواه البيهقي في الشعب من طريق عبد الرحمن بن فروخ عن عبد اللّٰه بن أبي قتادة عن أبيه مرفوعًا: «مَن شَهِدَ أَن لَا إِلهَ إِلَّا اللّٰه، وأنَّ محمدًا رسول اللّٰه فذل بها لسانه واطمأنّ بها قلبه لم تطعمه النار» فكيف يصح اتهام الرجل مع وجود هذه المتابعات والشواهد.