(فصل) وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: -وهو من كبار حفاظ الحديث ومن أهل العلم بالفقه والتصوف كما ترجمه بذلك ابن السبكي والإسنوي في طبقات الشافعية- في خطبة كتابه (الحلية): أما بعد فقد استعنت بالله وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسماء جماعة من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النّساك ومحجتهم, من قرن الصحابة وتابعيهم ومن بعدهم, ممن عرف الأدلة والحقائق, وباشر الأحوال والطرائق, وساكن الرياض والحدائق, وفارق العوارض والعلائق, وتبرأ من المتنطعين والمتعمقين وأهل الدعاوى من المتسوفين, من الكسالى والمتثبطين المتشبهين بهم في اللباس والمقال, والمخالفين لهم في العقيدة والفعال وذلك لما بَلَغَك من بسط لساننا وألسنة أهل الفقه والآثار, في كل القطر والأمصار, في المنتسبين إليهم من الفسقة الفجار, والمباحية والحلولية الكفار, وليس ما حل بالكذبة من الوقيعة والإنكار بقادح في منقبة البررة الأخيار, وواضع من درجة الصفوة الأبرار, بل في إظهار البراءة من الكذابين, والنّكير على الخونة البطّالين, نزاهة للصادقين, ورفعة للمتحققين, ولو لم نكشف عن مخازي المبطلين ومساويهم, ديانة, لَلَزِمنا إبانتها وإشاعتها حمية وصيانة, إذ لأسلافنا في التصوف العلم المنشور والصيت والذكر المشهور فقد كان جدي محمد بن يوسف البنا أحد من نشر الله به ذكر بعض المنقطعين إليه, وعمر به أحوال كثير من المقبلين عليه, وكيف نستجيز نقيصة أولياء الله تعالى ومؤذيهم مؤذن بمحاربة([1]) الله تعالى. هذا آخر كلام أبي نعيم.