[37]
سيدي أبو الحسن الشاذلي اليمني([1])
(...- 821)
أبو الحسن علي بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد القرشي الصوفي الشاذلي، كان رضى الله عنه شيخًا كبير القدر, مشهور الذكر, اشتغل في بدايته بالعلم حتي أتقن فنونًا كثيرة, ثم سلك طريق التصوف, وحج إلى بيت الله الحرام, ثم خرج من مكة المكرمة قاصدًا السياحة, فقصد الشام ومصر.
وكان بمصر القطبُ سيدنا ناصرُ الدين بن المَيْلَق الشاذلي رضى الله عنه, فأخذ عنه الطريقة الشاذلية، وفتح له على يديه، ثم رجع إلى اليمن، وشهر الطريق الشاذلية، وصارت له زوايا وأصحاب كثيرة، وزادت اعتقاد أهل بلده فيه.
وكانت له مكارم وفضائل ومجاهدات، وكان رضى الله عنه لا ينام الليل، ويأمر أصحابه بذلك، وكان يأمرهم بشرب القهوة؛ ليستعينوا بها على السهر، وكان ذلك أوائل ظهور شجرة البن في بلاد اليمن، ولهذا السبب نُسبت إليه.
وكانت وفاته رضى الله عنه سنة إحدى وعشرين وثمان مئة بالمخا([2]) وقبره بها مشهور معظم، مقصود للزيارة والتبرك، ومن استجار به أَمِنَ مما يخافُ. نفع الله به. آمين.
([1]) علي بن عمر بن إبراهيم القرشي الصوفي الشاذلي: متصوف يماني، عرفه السخاوي بشيخ اليمن ولد بالقرشية السفلى من وادي رمح في زبيد سنة 755 هـ وإليها نسبته، وحج وأقام بالقدس مدة، وانتقل إلى مصر، فتصوف، وعاد إلى اليمن، ثم قام بسياحة إلى إيران والحبشة. ولما رجع إلى بلاده استوطن «المخا» وتوفي بها سنة 828 هـ. [«الأعلام» (4/316)].