أبو صالح حمدون بن أحمد بن عمارة القصار(1)
نيسابوري ، منه انتشر مذهب الملامتية بنيسابور(2) ، صحب سلماً الباروسي (3) وأبا تراب النخشبي .
مات سنة إحدى وسبعين ومئتين (4) رحمه الله .
سئل حمدون : متى يجوز للرجل أن يتكلم على الناس ؟ فقال : إذا تعين عليه أداء فرض من فرائض الله في علمه، أو خاف هلاك إنسان في بدعة يرجو أن ينجيه الله تعالى منها (5)
وقال : ( من ظن أن نفسه خير من نفس فرعون .. فقد أظهر الكبر )(6)
وقال : ( منذ علمت أن للسلطان فراسة في الأشرار ما خرج خوف السلطان من قلبي )(7)
وقال : ( إذا رأيت الرجل سكران .. فتمايل ، لئلا تبغي عليه، فتبتلى بمثل ذلك ) (8)
وقال عبد الله بن منازل : قلت لأبي صالح : أوصني ، فقال : إن استطعت الا تغضب لشيء من الدنيا .. فافعل (9)
ومات صديق له وهو عند رأسه، فلما مات .. أطفأ حمدون السراج . فقالوا : في مثل هذا الوقت يزاد في السراج ! فقال : إلى هذا الوقت كان الدهن له ، ومن هذا الوقت صار الدهن للورثة .
وقال حمدون : ( من نظر في سير السلف .. عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال ) (10)
وقال : ( لا تفش على أحد ما تحب أن يكون مستوراً منك )(11)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حمدون : بفتح الحاء كزيدون ، ولا مانع له من الصرف إن كان علما لمذكر ، ومن متعه فللعلمية وشبه العجمة . انظر ( نسيم الرياض ) (5/130) .
(2) ويقال الملامية وهو اقيس ، نسبة إلى الملامة ؛ قوم اظهروا للخلق قبائح الأفعال التي هم فيها، وستروا عنهم محاسن ما هم فيه ، عقد الإمام الخركوشي في ( تهذيب الأسرار ) ( ص 6٥) بابا للحديث منهم .
(۳) الباروسي - نسبة إلى باروس ، قرية على باب نيسابور، وإليها نسب سلم بن الحسن الباروسي انظر ( الأنساب ) (2/32)، وفي ( ج ) وقعت نسبة المترجم له إليها أيضاً .
(4) في (أ) ( إحدى وتسعين ومئتين )، ومحتملة أن تكون كالمثبت .
(5) رواد السلمي في ( طبقاته ) ( ص 125)، وفيه زيادة : (.... منها بعلمه ) .
(6) رواه السلمي في ( طبقاته ) (ص 125)، وذلك لأمنة من الخاتمة وتقلبات الحال .
(۷) رواه السلمي في ( طبقاته ) (ص126) ، وفيه أنه عد نفسه - رحمه الله – منهم اتهاما لنفسه ،وفي (ب ) : (منذ علمت أن للشيطان فراسة في الأسرار .. ما خرج خوف الشيطان من قلبي ) .
(8) ووقع في عامة النسخ غير (أ) : ( سكرانا ) على لغة بني أسد ، والخبر رواه السلمي في طبقاته ) ( ص 126 ) ، وفي (أ) : ( فتمايل ليلاً فلا تبغي ) وفي (ب) : (سكراناً يتمايل .. فلا تبغي ) .
(9) رواه السلمي في ( طبقاته ) ( ص ١٢٦) ، والبيهقي في ( الزهد الكبير ) (29) .
(10) رواه السلمي في ( طبقاته ) (ص127) ، وفي ( ي ) ( عن درك درجات الرجال ) .
(11) رواه السلمي في ( طبقاته ) ( ص 128) ، وفي ( ج ) : (لا تفتش عن أحد ...) .