ابو الحسين أحمد بن محمد النوري
بغدادي المولد والمنشأ ، بغوي الأصل (1) ، صحب السري وابن أبي الحواري ، وكان من أقران الجنيد.
مات رحمة الله سنة خمس وتسعين ومئتين .
وكان كبير الشأن ، حسن المعاملة املة واللسان .
قال النوري : ( التصوف : ترك كل حظ للنفسي ) (2)
وقال النوري : ( أمر الأشياء في زماننا شيئان : عالم يعمل بعلمه ، وعارف ينطق عن حقيقته ) (٣)
سمعت أبا عبد الله الصوفي يقول : سمعت أحمد بن محمد البردعي يقول : سمعت المرتعش يقول : سمعت النوري يقول : ( من رأيته يدعي مع الله تعالى حالة تخرجه عن حد العلم الشرعي .. فلا تقربن منه ) (4)
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول : سمعت أبا العباس البغدادي يقول : سمعت الفرغاني يقول : سمعت الجنيد يقول : ( منذ مات النوري لم يخبر عن حقيقة الصدق أحد ) .
وقال أبو أحمد المغازلي : ما رأيت أعبد من النوري ، قيل : ولا الجنيد ؟
قال : ولا الجنيد .
وقال النوري : ( كانت المراقع غطاء على الدر، فصارت مزابل على جيف ) (5) .
وقيل : كان يخرج كل يوم من داره ويحمل الخبز معه ، ثم يتصدق به في الطريق ، ويدخل مسجداً يصلي فيه إلى قريب من الظهر ، ثم يفتح باب حانوته ، ويصوم .
فكان أهله يتوهمون أنه يأكل في السوق ، وأهل السوق يتوهمون أنه كان يأكل في بيته ، فبقي على هذا في ابتدائه عشرين سنة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من مدينة بغشور بين هراة وسرخس، والنسبة إليها بغوي على غير قياس .
(۲) رواه السلمي في ( طبقاته ) ( ص 166) .
(۳)رواه السلمي في ( طبقاته ) ( ص 169) .
(4) ورواه أبو نعيم في ( الحلية ) ( 10/252) ضمن عشر وصايا .
(5) رواه أبو نعيم في ( الحلية ) ( 10/251) ، وفسر المراقع بقوله : ( أي : خرقة الصوفية ) وزاد : ( لما لبسها غير أهلها ) .