ما مغزى الإسلام من الربط بين لا إله إلا الله ، و محمد رسول الله ؟
مغزى الارتباط بين لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله صلي اله عليه وسلم هو توضيح طريق العبادة المقبولة.
فكلمة (لا إله إلا الله) تعني أنه لا يوجد من يستحق العبادة والتوجه إلا الله، فالسؤال المنطقي الذي يطرأ على ذهن المسلم بعد ترسخ تلك العقيدة هو: كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟ فالإجابة تكون تعبد الله على شريعة سيدنا محمد ، فلا عبادة إلا الله، ولا عبادة الله إلا على طريقة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وهو الجمع بين شرطي العمل، فالله لا يقبل العمل إلا إذا كان مخلصاً - أي له وحده، صواباً - أي على شريعة نبيه صلي الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {قل إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ أَن فَاتَّبِعُونِي يُحببكُمُ الله وَيَغْفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}(1)، وقال سبحانه: {من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فَمَا أَرْسَلْنَـكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}(2).
وقد علمنا النبي صلي الله عليه وسلم أنه لا قبول للعبادات إلا إذا كانت على هيئة عبادته صلي الله عليه وسلم، ولذلك كان يقول صلي الله عليه وسلم: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أَصَلَّى)(3) . وقال صلي الله عليه وسلم: (خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ)(4) . ذلك بإيجاز مغزى ارتباط كلمة التوحيد (لا إليه إلا الله) بقول (سيدنا محمد رسول الله)، والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران آية : (۳۱).
(۲) سورة النساء آية : [۸۰]
(۳) رواه ابن حبان في صحيحه: ج 1 ص ٥٤١.
(4) أخرجه أحمد في مسنده: ج ۳ ص ۳۱۸، ومسلم في صحيحه : ج ٢ ص ٩٤٣