وهم أسم لسكون العبد حيث أقيم فلا يؤمل تغيير أو لا تبديلاً ولا يروم تنقلاً ولا تحويلاً فصاحبه كما قال القائل:
وقف الهوى بي حيث أنت فليس ... لي متأخر عنه ولا متقدم
وقال الأمام سهل بن عبد الله التستري: (الرضا قبل القضاء غرم على الرضى والرضى عند حلول القضاء هو الرضى) فمنهم من يلوز رضاه بما فعل الله به من حسن أو غير ذلك فلا يسخط حالة يكون هو فيها ولو أدخل النار رضى بقضاء الله تعالى وعلامة صحة حصول العبد في هذا المقام ثلاثة أشياء أحدها سكون النفس إلى الله في قطع الأسباب ثانيهما قطع النظر عن الخلق بجسم مادة إسناد الفعل إليهم ثالثها عدم طلب الجزاء من الله تعالى فيما يعمله من عمل أو يصيبه من مصيبة ومنهم من يكون رضاه بالله رباً فلا يجعل لغير الله ربانية عليه فلا يكون قلبه مملوكاً لغير الله تعالى بحال وعلامة صحة حصول العبد في هذا المقام الخاص أن لا يخطر به خاطر إلا في الله تعالى فلا بخطر به ما سوى الله تعالى بحال قطعاً ومنهم من يكون رضاه أسمر لوقوفه في مقام التلوين بمقتضى التجليات فهو في كل وقت مع تجلى مخصوص غير ما كان فيه فلا يتشوف إلى شيء معين ولا يطلب بقاء تجلى واحد زمانين بل هو كما قلت:
ينقلني هواكم في التصاني ... فأنزل كل وقت في مقام
فطوراً في المساجد لاعتكاف ... وفى الحانات طور المدام
وأضحكت لابتسام البرق وشجوا ... وأبكى أن بكى جفن الغمام
وأندب مسمراً لي بالعوالي ... إذا ندب الإزا (.....) شجى حمام