أجمع أهل الله تعالى أن الفهم عن الله على قدر مقام العبد عند الله ولم يختلفوا فى أن الكلمة الواحدة الدالة على معنى مخصوص قد يفهم منها العبد عن الله معانى كثيرة لا تحصى ولكهم قائلون أن المستمع لا ينبغى له أن يستمع إلا فى الله أو فى نبيه صلى الله عليه وسلم أ فى ما يتعلق بطريقه إلى الله ولا ينبغى له أن يقتصر على ظاهر الألفاظ دون العبور على بواطن معانيها إلا إذا كانت الألفاظ ظاهرة المعنى فى المقصود ويجب على الفقير أن لا يستعمل التكلف فى التأويل بل يتوجه إلى الله تعالى بباطنه ويقبل ما يرد من ذلك الجناب بكليته ولا يشتغل بألحان المغانى ولا بتحسينات الأغانى ولا يلتفت إلى الأعراب ولا إلى تصريف الألفاظ فيفوته بذلك لب المعنى ولا ينبغى له أن يستمع فى شئ من الأكوان مما يتعلق بالدنيا أو الأخرة كالحور والقصور فإن جميع ذلك راجع إلى شهوة النفس وزيادة الحظ وطريق الدجال بخلاف ذلك فأعلم