الفصل الخامس في الجسمانيات وهى كثيرة فنقتصر منها على خمسة وهى؛ الرأس والوجه والفرج واليدين والرجلين:
فالرأس: يؤوله الناسك بخشية الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم: (خشية الله رأس كل حكمة) وفى مقام الذم يؤوله بالدنى لقوله: (حب الدنيا رأس كل خطيئة) ويؤوله السالك بالنفس لأنها رأس العلل وقد يؤوله بالرئاسات وفى مقام المدح يؤوله بالإطراح لله تعالى لأنه رأس أعمال السالكين ويؤوله المحب بالمحبة لأنها رأس أمره ويؤوله المجذوب بالرئاسة الإلهية الحاصلة عند الاتصاف بأسماء الله وصفاته.
الوجه: يؤوله الناسك بأوقات السحر لأنها أعز أوقات التوجه إلى الله تعالى وهو بمثابة الوجه لباقي الأوقات ويؤوله السالك بوجه الحق تعالى المشار إليه في الآية بقوله (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ويؤوله المحب بطلعة المحبوب ويؤوله المجذوب بذات نفسه إذا نظر في مرآة الحق.
الفرج: يؤوله الناسك بالفرج من الله تعالى ويؤوله السالك بالأمهات الأولى وهى الحقائق المؤثرة في الوجود المنتجة لأعيان الممكنات ويؤوله المحب بالاتصال مع المحبوب ويؤوله المجذوب بتداخل حضرات الأسماء والصفات بعضها في بعض.
اليدين: يؤولها الناسك بأهل اليمين وأهل الشمال ويؤولها السالك بدوام المخالفة ودوام الذكر لأنه بهما ينال مطلوبه ويؤولها المحب بالرسائل والأجوبة لأنه يشير بهما ويؤولها المجذوب بصفات الجمال والجلال.
الرجلين: يؤولهما الناسك بالعمل والنية لأنه يتوصل بهما إلى الجنة ويؤولهما السالك بالصمت والعزيمة ويؤولهما المحب بالحب والشوق ويؤولهما المجذوب بالاسم والصفة لأنه بهما يذهب في الله تعالى.