الفصل الرابع في المحسوسات وما يتعلق بها:
العين: يؤولها الناسك بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالعبادة وبالحضور في عمل الأركان ويؤولها السالك بالتجليات الإلهيات وبالنور الإلهي المودع بغير حلول في خلقه ويؤولها المحب بالوصال للمعاينة ويؤولها المجذوب بالذات الإلهية ويسوغ حمل العين للمجذوب على مطلق الذات الإلهية فقد يقال ذات الشيء عينه ويسوغ حمل العين للمجذوب على كل صفة يتجلى الله بها له شهوداً.
الأذن: يؤولها الناسك بامتثال الأوامر والنواهي ويؤولها السالك بسماع الخطاب من ذلك الجناب ويؤولها المحب بمسامرة الأحباب ويؤولها المجذوب بالصفة السمعية كما قد يؤول العين بالصفة البصرية.
الشم: يؤوله الناسك بالنفخة الإلهية التي تحصل للعباد فيستريحون بها ويقفون مدة لا يجدون تعب الأعمال ويؤوله السالك بالكشف عن حقائق الأمور ويؤوله المحب بوجود مردود قميص يوسف المحبوب ويؤوله المجذوب بالعلم الإلهي الدنى الجامع الواسع الشائع.
الذوق: يؤوله السالك بما يجده في اشتغال بتحسين أركان العبادات ويؤوله السالك بما يدور عليه من علوم الفتح فيفهما ويؤوله المحب بزمان الوصال ويؤوله المجذوب باللذة الإلهية السارية في وجود العبد عند وجوده للحق تعالى بظهور أثار ما اتصف به من أسماء الله وصفاته.
اللمس: يؤوله الناسك بأنوار الضوئية الظاهرة على بشرة الصادقين ويؤوله السالك بارتكاب المهالك مباشرة بالفعل والحال ويؤوله المحب بمقام الوصل والاتصال ويؤوله المجذوب بظهور الأنوار الإلهية في ذات العبد من غير حلول ولا ممازجة كما أشار إليه الحديث بقوله: (كنت سمعه ويده ولسانه) الحديث.