أولياء الله، من هم؟
وهل يجوز تعيين ولي لله بالاسم؟
وهل الولاية تورث بالأسرة؟
الجواب:
أولياء الله هم عباده الصالحون، الذين نسلم عليهم في كل صلاة كلما قرأنا التشهد، وعلى رأسهم الأنبياء، عليهم صلوات الله وسلامه، ثم يليهم في ولاية الله أتباعهم، فأصحاب سفينة نوح، وأصحاب ميقات موسى، والحواريون مع عيسى والراشدون، ومن تبعهم بإحسان، والأئمة من أمة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كل أولئك، ومن على أقدامهم هم الأولياء «الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
والشرط في الولي: الإيمان، والتقوى، كما جاء في الآية ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾[فصلت:18] ثم (الصلاحية) للنيابة عن حضرة المصطفي صلى الله عليه وسلم (والله يتولى الصالحين)([1]) فالصلاح هنا بمعنى الصلاحية التي تستوجب كفاية معينة في الجوانب الثقافية والروحية، والذاتية والتعبدية، حتى يكون العبد أهلًا للتبليغ، ووارثة النبوة، وسيادة البشرية ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ [الأنبياء: 18].
وهنا ينكشـف البَونُ الهائل، ما بين (الولاية) و(الــبلاهة)، وما بين (الولايـة) و(الاحتراف)، وأن الولاية كسب غال بمجهود أغلى أو هي اجتباء بحكم المشيئة الإلهية، كما جاء بالآية ﴿اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾ [الشورى:13].
وتعيين رجل توافرت فيه الشروط بوصف الولاية، لا يتعارض مع مبادئ الإسلام – فيما أعرف – وقد وصف علماء الحديث رجالًا بأوصافهم لا حرج.
أمّا أنّ الولاية ميراثٌ حتمي: فذلك ما لا علم للتصوف به.
ولابد هنـا من الإشــارة إلى أنني أتحدث عن (التـصوف)، وهنــاك شيء آخر نسـميه (التمصوف) وهذا هو الذي أساء إلى التصوف، وما زال، وسوف يبقى كذلك، ما لم يشأ الله شيئًا، وما لم ينقذ الله التصوف من التردِّي الذي يعانيه.
كما أنه لابد من الإشارة إلى أن للولاية معانٍ شتى جاءت بها كلمات القرآن والحديث، تدور حول أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان، وقد حصرنا الكلام هنا، فيما نرجح أنه المقصود وفي الحجم المطلوب للصحيفة. (فنحن هنا نقدم للقارئ عناوين ومؤشرات فقط وللبحوث مقام آخر).