قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: فأما ربع العبادات... فأما ربع العبادات فأذكر فيه من خفايا آدابها ودقائق سننها وأسرار معانيها ما يضطر العالم العامل إليه بل لا يكون من علماء الآخرة من لا يطلع عليه وأكثر ذلك مما أُهْمِلَ في فن الفقهيات. نعم لأن المسلمين لما سمعوا حديث جبريل عليه السلام الذي جاء يعلمنا أمر ديننا، وسأل رسول الله عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان، قامت طائفة بحماية الإسلام، وهو الأحكام، وأسموا هذا العلم بالفقه، وقامت طائفة بحماية الإيمان وأسموه بالتوحيد، وقامت طائفة بحماية الإحسان وأسموه التصوف، الذي يُنكر التصوف يُنكر جزءًا من الدين؛ لأن النبي سمَّى هذا إسلامًا ولم يسمه فقه ولا أصول فقه، كل هذه الأشياء حادثة عن عصر النبوة بالمصطلحات، بالعلم، وليس بالجهل.