تنبيه واعتبار([1])
اعلم أنَّ كل شيء نُهِيَ عنه فهو شجرة، والجنة هي حضرة الله، فيقال لآدم قلبك، ولحواء نفسك، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين، لكن آدم عليه السلام محفوف([2]) بالعناية، لما أكل من الشجرة أنزل إلى الأرض للخلافة، وأنت إذا أكلت من شجرة النهي أنزلت إلى أرض القطيعة([3])، فافهم! .
فإن تناولت شجرة النهي أخرجت من جنة الموافقة إلى وجود أرض القطيعة فيشقى قلبك، وإنما يلاقى الشقاء وقت القطيعة القلب لا النفس؛ لأن وقت القطيعة يكون فيه ملائمات النفوس من ملذوذاتها وشهواتها وإنهماكها في غفلاتها.