الناس على قسمين(*)
فالناس إذن على قسمين: عبد طلب الدنيا للدنيا، وعبد طلب الدنيا للآخرة، وسمعت شيخنا أبا العباس -رحمه الله- يقول: «العارف لا دنيا له؛ لأن دنياه لآخرته، وآخرته لربه». اهـ.
وعلى ذلك تحمل أحوال الصحابة والسلف الصالحين رضى الله عنهم؛ فكل ما دخلوا فيه من أسباب الدنيا فهم بذلك إلى الله متقربون، وإلى رضاه مسببون لا قاصدون بذلك الدنيا وزينتها ووجود لذتها، وبذلك وصفهم الحق -سبحانه وتعالى- بقوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾([1])، وقال في الآية الأخرى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ﴾([2])، وبقوله تعالى: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾([3]).
ونظائر هذه الآيات وما ظنك بقوم اختارهم الله لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولمواجهة خطابه في تنزيله فما أحد من المؤمنين إلى يوم القيامة إلا وللصحابة في عنقه مِنَنٌ لا تحصى وأيادٍ لا تنسى؛ لأنَّهم الذين حملوا إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكمة والأحكام، وبَيَّنُوا الحلال الحرام، وفهموا الخاص والعام، وفتحوا الأقاليم والبلاد، وقهروا أهل الشرك والعناد.
وبحق ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم»(3)، وقد وصفهم في الآية الأولى بأوصاف إلى أن قال: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا﴾.(([4])
فقد أخبر سبحانه -وهو المُطَّلِعُ على أسرارهم، العالم بهم في سرهم وأجهارهم- أنهم ما ابتغوا بما حاولوه الدنيا، ولم يقصدوا بذلك إلا وجه الله الكريم وفضله العميم، وقد قال -سبحانه وتعالى- فيهم: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾([5])؛ فقد أخبر سبحانه أنهم لا يريدون سواه ولا يقصدون إلا إياه، وقال في الآية الأخرى: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآَصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ﴾([6])؛ إشارة إلى أنه قد طهر أسرارهم وكمل أنوارهم؛ فلذلك لا تأخذ الدنيا قلوبهم، ولا تخدش وجه إيمانهم، وكيف تأخذ الدنيا من قلوب ملأها بحبه، وأشرق فيها أنوار قربه، وقد قال -سبحانه وتعالى-: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾([7]) ، فلو كان للدنيا على قلوبهم سلطان لكان للشيطان على قلوبهم أيضًا؛ إذ لا يمكن للشيطان أن يصل إلى قلوب أشرقت فيها أنوار الزهد، وكنست من أوساخ الرغبة.
فقوله -سبحانه وتعالى-: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ أي: ليس لك ولا لشيء من الأكوان على قلوبهم سلطان؛ لأنَّ سلطان عظمتي في قلوبهم يمنعهم أن يكون على قلوبهم سلطان لشيء دوني؛ فأثبت الحق -سبحانه وتعالى- لهم في هذه الآية أنَّهم لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، ولم يَنْفِ عنهم أنهم لا يَتَّجِرُونَ ولا يبيعون، بل في الآية ما يدل على جواز البيع والتجارة، من فحوى الخطاب إذا تدبرته تَدَبُّرَ أولي الألباب، ألم تسمع قوله تعالى: ﴿وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ﴾ [الأنبياء: 73]، فلو نهاهم عن الغنى لنهاهم عن التسبب المؤدي إليه وهو التجارة والبيع، ألا ترى أنه قال: ﴿وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ﴾؛ فإيجابه الزكاة عليهم دليل على أنَّ هؤلاء الرجال -التي هذه الأوصاف أوصافهم- قد يكون منهم أغنياء ولا يخرجهم عن المِدْحَةِ غناهم، إذا قاموا فيه بحقوق مولاهم.
قال عبد الله بن عتبة: كان لعثمان ([8]) بن عفان رضى الله عنه -يوم قتل- عند خازنه مئة ألف وخمسون ألف دينار، وألف ألف درهم، وخلف ضِياعًا بين أريس وخيبر ووادي القرى، قيمته مئتا ألف دينار، وبلغ ثمن مال الزبير ([9]) رضى الله عنه خمسين ألف دينار، وترك ألف فرس وألف مملوك، وخلف عمرو بن العاص ([10])رضى الله عنه ثلاثمئة ألف دينار، وغِنَى عبد الرحمن ([11]) بن عوف رضى الله عنه أشهر من أن يذكره». اهـ.
وكانت الدنيا في أكفهم لا في قلوبهم، صبروا عنها حين فقدت وشكروا الله ([12]) حين وجدت، وإنَّما ابتلاهم الحق -سبحانه وتعالى- بالفاقة في أول أمرهم حتى تَكَمَّلَتْ أنوارهم، وتَطَهَّرَتْ أسرارهم؛ فبذلها لهم لأنهم لو أعطوها قبل ذلك، فلعلها كانت آخذة منهم، فلما أعطوها بعد التمكين والرسوخ في اليقين تصرفوا فيها تصرف الخازن الأمين، وامتثلوا قوله تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾([13]).
ومن ها هنا يفهم منعهم عن الجهاد في أول الأمر بقوله تعالى لهم: ﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ﴾([14])؛ لأنَّه لو أبيح لهم الجهاد في أول الإسلام، فلعل الذي هو حديث عهد بالإسلام لو أطلق لهم الجهاد أن يكون انتصاره لنفسه من حيث لا يشعر، حتى كان علي رضى الله عنه إذا ضرب أمهل حتى تبرد تلك الضربة، ثم يضرب ذلك خشية أن يضرب عقبها، فيكون في ذلك مشاركة من حظه؛ وذلك لمعرفته رضى الله عنه دسائس النفوس وكمائنها وعظيم حراستهم لقلوبهم، وتخليص أعمالهم وإشفاقهم أن يكون في عملهم شيء، لم يرد به وجه الله تعالى؛ فكانت الدنيا في أيدي الصحابة رضى الله عنهم لا في قلوبهم، ويدل على ذلك خروجهم عنها، وإيثارهم بها، وهم الذين قال الحق فيهم: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾([15])، حتى إنَّهم أهدي لإنسان منهم رأس شاة، فقال: «فلان أحق بها مني»، ثم قال الآخذ لها كذلك، فما زالوا يتهادونها إلى أن عادت إلى الذي([16]) أهداها أولًا بعد أن طافت على سبعة أو نحوهم، ويكفيك في ذلك: خروج عمر رضى الله عنه عن نصف ماله، وخروج أبي بكر الصديق رضى الله عنه عن ماله كله، وخروج عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه عن سبعمئة بعير موقرة الأحمال، وتجهيز عثمان رضى الله عنه جيش العسرة إلى غير ذلك من حسن أفعالهم، وسني أحوالهم.
وتضمنت الآية الأخرى، وهي قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾([17])، الإخبار عنهم بسر الصدق الذي لا يطلع عليه أحد إلا الحق سبحانه وتعالى، وذلك ثناء عظيم وفخر جسيم؛ لأن ظواهر الأفعال قد تلبس فيها الأحوال فيما يرجع إلى علم العباد.
فتضمنت الآيات التزكية لظواهرهم وسرائرهم، وإثبات محامدهم ومفاخرهم، فقد تبين من هذا أن تدبير الدنيا على قسمين؛ تدبير الدنيا للدنيا: كما هو حال أهل القطيعة الغافلين، وتدبير الدنيا للآخرة: كحال الصحابة المكرمين، والسلف الصالحين، ويدلك على ذلك قول عمر رضى الله عنه: «إني لأجهز الجيش وأنا في صلاتي»؛ لأنَّ تدبير عمر رضى الله عنه على المعاينة والمواجهة، فهو إذن تدبير لله؛ فلذلك لم يكن قاطعًا صلاته، ولا منقصًا من كمالها.
فإن قلت: قد زعمت أن ليس منهم من يريد الدنيا وأنزل الحق -سبحانه وتعالى- في شأنهم يوم أحد: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ﴾([18])، حتى قال بعض الصحابة رضى الله عنهم: «ما كنا نظن أن أحدًا منا يريد الدنيا حتى نزل قوله تعالى: ﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ﴾». اهـ.
فاعلم وفقك الله للفهم عنه، وجعلك من أهل الاستماع منه، أنه يجب على كل مؤمن أن يظن بالصحابة الظن الجميل، وأن يعتقد فيهم الاعتقاد الفضيل، وأن يلتمس لهم أحسن المخارج في أقوالهم وأفعالهم، وجميع أحوالهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته؛ لأن الحق -سبحانه وتعالى- لما زَكَّاهُمْ تزكية مطلقة لم يقيدها بزمن دون زمن، وكذلك تزكية رسول الله عليه الصلاة والسلام لهم بقوله: «أصحابي كالنجوم؛ بأيهم اقتديتم اهتديتم»([19])، وعند هذه الآية جوابان؛ أحدهما:
منكم من يريد الدنيا للآخرة، كالذين أرادوا الغنيمة ليعاملوا الله بما يأخذونه منها بذلًا وإيثارًا، ومنكم من لم يكن ذلك مراده إنما كان مراده تحصيل فضل الجهاد لا غير، فلم يلوِ على الغنائم، ولم يلتفت إليها.
فمنهم الفاضل ومنهم الأفضل، ومنهم الكامل ومنهم الأكمل، الجواب الثاني: أن السيد يقول لعبده ما شاء، وعلينا أَنْ نَتَأَدَّبَ مع عبده لثبوت نسبته منه؛ فليس كل ما خاطب السيد به عبده ينبغي أن ننسبه للعبد، ولو أن تخاطبه به؛ إذ للسيد أن يقول لعبده ما شاء؛ تحريضًا لعبده وتنشيطًا لهمته وقصده، وعلينا أن نلزم حدود الأدب معه، وإن تصفحت الكتاب العزيز وجدت فيه كثيرًا، منها: «سورة عبس»، حتى قالت عائشة -رضي الله عنها-: «لو كان رسول الله عليه الصلاة والسلام كاتمًا شيئًا من الوحي لكتم هذه السورة».
فقد تقرر من هذا أنه ليس إسقاط التدبير الممدوح ترك الدخول في أسباب الدنيا، والفكرة في مصالحها؛ ليستعين بذلك على طاعة مولاه([20]) والعمل لأخراه، وإنَّما التدبير المنهي عنه: هو التدبير فيها لها، وعلامة ذلك أن يعصي الله تعالى من أجلها، وأن يأخذها كيف كان، من حِلِّهَا أو غير([21]) حِلِّهَا.
([4]) حديث: «أصحابي كالنجوم...»، رواه الدارقطني وابن عبد البر من طرق أسانيدها كلها ضعيفة، وقال البيهقي: متنه مشهور وأسانيده ضعيفة، كما في «شروح الشفاء» جـ3 ص423، انظر «أسد الغابة» جـ1 ص17.
وفيما أخرجه رزين عن عمر رضى الله عنه مرفوعًا: «سألت ربي عن اختلاف أصحابي من بعدي، فأوحى إليَّ: يا محمد، إن أصحابك بك عندي بمنزلة النجوم من السماء، بعضها أقوى من بعض، ولِكُلٍّ نور، فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهم عندي على هدى»، (وقال: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم») كذا في «جمع الفوائد»، [جـ2 ص201، انظر «حياة الصحابة» جـ1 ص13].
([8]) هو عثمان بن عفان رضى الله عنه الصحابي الجليل، والذي يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، وسمِّي ذا النورين لجمعه بين بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية ثم أم كثلوم، وحاصروه تسعة وأربعين يومًا، ثم قتلوه صبرًا، والمصحف مفتوح بين يديه وهو يقرأ، كان رضى الله عنه شديد الحياء، حتى إنه ليكون في البيت والباب مغلق عليه، فما يضع عنه الثوب عند الغسل ليفيض عليه، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه، وكان يصوم النهار ويقوم الليل إلا هجعة من أوله، وكان يختم القرآن في كل ركعة كثيرًا، وكان يطعم الناس طعام الإمارة، ويدخل بيته فيأكل الخل والزيت، وكان يردف خلفه غلامه أيام خلافته، ولا يستعيب ذلك، وكان إذا مر على المقبرة بكى حتى بل لحيته رضى الله عنه، ومناقبه كثيرة مشهورة لا يتسع المجال لسردها». اهـ.
([9]) هو الإمام الزبير بن العوام رضى الله عنه ، ويجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي، وقاتل يوم بدر قتالًا شديدًا حتى كان الرجل يدخل يده في الجراح من ظهره وعاتقه، ولما حضرته الوفاة كان عليه دَيْنٌ كثير وليس له مال، فقالوا له: ما تفعل في دينك؟ فقال: لأولاده قولوا: يا مولي الزبير، اقض دينه. فقضاه الله تعالى عنه جميعه». اهـ.
([10]) هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، وقصة إسلامه كما أخرج ابن إسحاق عن عمرو بن العاص رضى الله عنه ، قال في حديث طويل: «...خرجت عامدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم، فلقيت خالد بن الوليد -وذلك قبيل الفتح- وهو مقبل من مكة فقلت: أين أبو سليمان؟ فقال والله لقد استقام الميسم، وإن الرجل لنبي، اذهب والله أسلم فحتى متى؟ قال: قلت: والله ما جئت إلا لأسلم، قال: فقدمنا المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله، إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عمرو، بايع فإن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله، وإن الهجرة تَجُّبُ ما كان قبلها» قال: فبايعته ثم انصرفت»، كذا في «البداية» جـ4 ص142.
([11]) هو أبو محمد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ورحمه، ويجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة، كان رضى الله عنه يتصدق بالسبعمئة راحلة، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بيده وسدلها بين كتفيه، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، وقال: «إنه عبد صالح» وكان رضى الله عنه من شدة خوفه وتواضعه لا يُعْرَفُ من بين عبيده، توفي سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع رضي الله تعالى عنه» اهـ. انظر «الطبقات الكبرى» للإمام الشعراني رضى الله عنه جـ1، ص19.