1) سورة الفاتحة:
ذكرنا في هذه الرسالة شيئًا عن مشروعية قراءتها للأحياء والموتى، ومما جاء في فضلها ما رواه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، من حديث ابن المعَلَّى، قال صلى الله عليه وسلم له: «لأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِىَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِى الْقُرْآنِ»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ».
وروى الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، من حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم لأُبيّ بن كعب: «أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟». قال: فقرأ أم القرآن. (أي الفاتحة).
وروى مسلم، والنسائي، والحاكم، أنَّ مَلَكًا نزل من السماء لم ينزل قط إلا اليوم، فبشَّر النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بنورين لم يؤتهما نبيٌّ قبله: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة.
راجع بقية البحث في الفصول السابقة، فإنَّه فريد جامع مفيد.
2) آية الكرسي:
مما جاء فيها ما رواه مسلم، وأبو داود، «أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سأل أبا المنذر (أبيّ بن كعب): أي آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال: ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ﴾ فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: «لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» .
وروى الحاكم، عنه صلى الله عليه وسلم: «سُورَةُ الْبَقَرَةِ فِيهَا آيَةٌ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ، لاَ تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ وفِيهِ شَيْطَانٌ إِلاَّ خَرَجَ مِنْهُ».
وروى الترمذي، عن أبي أيوب الأنصاري ت نحوه.
وروى ابن حبَّان، وغيره، عن أبيّ بن كعب رضى الله عنه مرفوعًا: «أنَّها تحفظ من الشَّياطين».
وفي النسائي على شرط البخاري، عن أبي أمَّامة رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قرأ آية الكرسي دبر كُلِّ صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت».
وعند الطبراني: «وكان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى».
3) سور مختلفة:
روى الترمذي، والحاكم بإسناد صحيح، عن ابن عَبَّاس رضى الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ، وَ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ».
وروى الترمذي، عن أنس رضى الله عنه، عنه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ رُبُعُ الْقُرْآنِ».
وروى الحاكم، بإسناد صحيح، عنه صلى الله عليه وسلم: «أنَّ سُورَةِ التَّكَاثُرِ تَعْدِلُ ألف آية» .
4) سورة الإخلاص:
روى مالك، وأحمد، والترمذي، والنسائي، أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:1] فقال: «وجبت»، قالوا: يا رسول الله، ما وجبتْ؟ قال صلى الله عليه وسلم «وَجَبَتْ له الجَّنة» .
وروى مسلم، والترمذي، عن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ تعدل ثلث القرآن» .
وروى أحمد، والطبراني في الكبير، عن معاذ بن أنس الجهني رضى الله عنه، عن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ قَصْرًا فِى الْجَنَّةِ»؛ فقال عمر بن الخطاب: إذن أستكثر يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ».
وروى البخاري، ومسلم، والنسائي، عن أمِّ المؤمنين عائشة رضى الله عنها، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، فلمَّا رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: «سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟»، فسألوه فقال: لأنَّها صفة الرحمن فأنا أحبّ أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخبروه أن الله يحبه».
وفي رواية البخاري، عن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ».
5) المعوِّذَتين:
روى مسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو داود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر رضى الله عنه: «أَلَمْ تَرَ إلى آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، وَ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ ».
وروى أحمد، وابن خزيمة، وابن حِبَّان، من حديث عقبة رضى الله عنه أيضًا: «قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس: تعوذ بهن، فإنه لم يتعوذ بمثلهن»، وفي لفظ: «اقرأ المعوذات دبر كل صلاة».
وفي البخاري عن عائشة رضى الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ وبالمُعَوِّذَتَيْن جميعًا، ثم يمسح بهما ما استطاع من وجهه وما بلغته يداه من جسده. قالت عائشة: فلمَّا اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. وفي رواية: ثُمَّ يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وروى ابن حِبَّان في صحيحه، عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: «اقرأ بهما (المعوذتين) ، ولن تقرأ بمثلهما».
وفي رواية عقبة عن (الفلق)، قال صلى الله عليه وسلم: «فإن استطعت ألا تفوتك في الصلاة فافعل»، والله الموفق المستعان.
ومن أجل فضائل هذه السُّوَر وبركاتها، جمعنا (حزب الآيات المختارة)، رجاء إدراك فضلها وبركتها، بعد أن ضاق العمر والوقت، عن العمل الكثير لوجه الله، ونستغفر الله ونتوب إليه.
* وصلى الله على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسَلَّم *
وكتبه ابتغاء رضوان الله ونفع المسلمين
المفتقر إليه تعالى وحده
محمد زكي الدين بن إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي
رائد العشيرة وشيخ الطريقة الشاذلية المحمدية
(رحمه الله تعالى رحمة واسعة)
* تمت (الطبعة الخامسة) من هذا الكتاب «الإسكات بركات القرآن على الأحياء والأموات»، وكان الفراغ من صفها ومراجعتها ومقابلة أصولها في يوم الأربعاء 6 من شهر ذي الحجة 1424 هـ، الموافق 28/1/ 2004م ، اعتنى بها وعَلَّق عليها تلميذ الإمام الرائد: محيي الدين حسين يوسف الإسنوي من خريجي الأزهر الشريف ، غفر الله له ولوالديه، ولله الحمد والمنَّة والفضل، وهو الموفق المستعان.