قال القُشَيْرِيُّ -رحمه الله-: فإن قيل: هل يسقط الخوف عن الأولياء؟ قلنا: الغالب على الأكابر كان الخوف وذلك فيما تقدم على جهة الندرة يعني القلة غير ممتنع. وهذا السري السقطي -رضي الله تعالى عنه- يقول: لو أن واحدًا دخل بستانًا فيه أشجار كثيرة، وعلى كل شجرة طير يقول له بلسان فصيح: السلام عليك يا ولي الله ولم يخف أنه مكر لكان ممكورًا به. وأمثال هذا من حكاياتهم كثيرة. قال: فإن قيل: هل يجوز أن يزايل الولي خوف المكر؟ قلنا: إن كان مصطلمًا عن شاهده، مختطفًا عن إحساسه بحاله، فهو مستهلك عنه، فيما استولى عليه والخوف من صفة الحاضرين بهم.