(س) تعيين ولي الله بالاسم؟ مع أن الولاية سر بين العبد وربه؟
الجواب:
سبق أن قررنا أن للولاية «مواصفات، وعلامات»، فمن تحققت فيه هذه العلامات، فهو ولي لله، بالنص القرآني ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس:62، 63].
وفي الآية: ﴿وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾[الأعراف:196].
فإذا تحصلت الولاية – وللإيمان والتقوى والصلاحية إشارات وعلائم، ولها روائح وملامح معروفة بين الناس. فإذا ما تحققت – أطلق الله ألسنة خلقه بحسن الذكر، وطيب السمعة، وإفاضة البركة، وفي الحديث المشهور: «إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل إني أحب فلانًا فأحبه، ثم يكتب له القبول في الأرض والسماء»([1]). فالولاية وظيفة إلهية في الأصل، فإذا تسنى أن يعرف الناس صاحبها، وأطلقوا عليه بمقتضى وظيفته، فلا أظن أن بذلك بأسًا، على أن من أولياء الله من هو مستور مغمور، على قدم العبد الصالح صاحب موسى عند مجمع البحرين، والعبد الصالح أويس القرني؛ فأولياء الله نماذج للإنسانية الكاملة؛ لأنهم الممثلون الشخصيون للحضرة النبوية فيما ندبهم الله إليه.
ويجب أن يكون مفهومًا: أن الولاية شيء، والبلاهة شيء آخر.
فمن شروط الولاية: تمام العقل، والفقه بدين الله.
أما الأبله: فلا نعتقده ولا ننتقده.
أما إطلاق الولي على من ميز نفسه بملبس خاص، ووضع خاص، وأسلوب حياة خاصة، ولم يتحقق فيه أوصاف الآيات: فطوى الناس تحت لواء الشعوذة والتهريج، والدعوى، واختلاق الكرامات، والخوارق، فذلك ولي الشيطان وحزبه، فلا يفلح حيث أتى، وإن اجتمع عليه الثقلان، فإنما هو حينئذ من طلائع المسيخ الدجال، وكثير ما هم، وكثير أتباعهم.
ثم تأمل: هل أحد أكثر أتباعًا من إبليس؟
فكثرة الأتباع لا تدل على حقيقة الولاية، بل قد تكون نوعًا من الفتنة والابتلاء الإلهي.