(س) ما هو القول في شفاعة الأولياء لأتباعهم؟ وحضورهم عند سؤالهم؟
الجواب:
شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض يوم القيامة أمر لا خلاف عليه بين المسلمين، وإذا ثبتت الشفاعة لمجرد الأخوة في الإسلام، فلعلها تكون أثبت إذا اجتمع مع الأخوة في الإسلام أخوة أخص منها في الله، فلا يستبعد أبدًا أن يشفع مؤمن في مؤمن بإذن الله ]مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [آية الكرسى البقرة:255].
لكن من غير المقبول أن يشيع بين بعض الطوائف أن شيخهم يحضرهم عند السؤال في القبر، وقد دسوا مثل هذا الهراء في تاريخ (أبي الحسن الشاذلي) وهو منه براء، كما دسوه في تاريخ بعض أئمة الصوفية الآخرين، وهو مخالف للعقل، والتاريخ الصحيح، والنقل جميعًا.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بذلك مع أصحابه.
سألت أحدهم: لو أن عشرةً «مثلًا» من أتباع الشيخ في عدة بلاد أو دول متباعدة، أو حتى في بلدة واحدة، وقد ماتوا جميعًا في وقت واحد، وهم يسألون في وقت واحد، فمع من يكون الشيخ يا ترى؟
أم أن الملائكة تنتظر حضور الشيخ حتى يفرغ من وجوده مع الآخرين؟؟ (فعبس وبسر. ثم أدبر واستكبر).
ثم ما هو الدليل من كتاب الله وسنة مصطفاه صلى الله عليه وسلم ؟
لا دليل. ولا استئناس، ولا نظر، ولا استصحاب بالمرة.
وإن من علمائنا من يرى في تصديق ذلك مزلقًا إلى الوثنية.
ولعل من أشد ما يتألم له المرء أن يأخذ بعض الصالحين هذه القضايا الدخيلة على التصوف بحسن النية، ويرددوها على أنها حقائق، لأنها وجدت مطبوعة في بعض الكتب، وقد دسها من دسها على الشيوخ بلؤم وخبث نية.
إن بعض الكتب المطبوعة تقول: (إن الله ثالث ثلاثة) فهل نأخذ بهذا الشرك، لأنه مطبوع في كتاب؟؟؟!
فاعتبروا يا أولى الألباب.