سئل العالم الأصولي الفقيه، الأستاذ المرحوم «الدكتور محمد سعاد جلال» عن رأيه في التصوف فأجاب بالآتي:
«إن رأي علماء الدين في هذه المسألة جاهز.
وهو أن التصوف الحقيقي، الذي كان عليه سلف الأمة، خصوصًا في أواخر القرن الأول والثاني، قبل أن يدخل عليه المخالطات الهندية والشوائب المجوسية، والمسيحية، التي دخلت على أفكار المسلمين مع دخول الفلسفات الأجنبية إليهم، كاليونانية، وغيرها».
نقول:« إن هذا التصوف الحقيقي، الذي خلا من هذه الأوضار، كان محض العمل بكتاب الله وسنة رسوله، مع الأخذ بمزيد من الزهد في الدنيا، والإعراض عن شهواتها، وفزع النفس عن الخضوع للذاتها، وتطهيرها من الرعونات البشرية، كان هذا السلوك المثالي في العلاقة مع الله هو ما يسمى «التصوف».
ثم ابتدعت بعد ذلك أنماط خبيثة من العقيدة والعمل، سميت بالتصوف، كوحدة الوجود، التي قال بها بعضهم، واقترن بها عمليات الطبل والزمر، وكل ذلك باطل وبدعة وإلحاد، وخروج عن منهج الإسلام.
وما يرى الآن من الطبل والزمر، وخلط ذلك بالمدائح النبوية، فهو امتداد لتلك الضلالات والجرائم، التي ظهرت في القرن الثالث، وتعاظمت في القرن السادس، فهي حرام قطعًا، ويجب العمل على إزالتها، والله المستعان».