تدرج تاريخ مشيخة المشايخ الصوفية
وظيفة «الخوانق» ونحوها في نشاط الثقافة
الإسلامية والخدمات الإنسانية
(1)
مما كان يقوله إمامنا «الجنيد البغدادي»:
«إن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة؛ فمن لم يحفظ القرآن، ويكتب الحديث، فليس منا».
وإن هذا هو الدستور، ولا يزال هو منهج الصوفية الواعية الراشدة، يدل له منهج مدارج السلوك العملي، كما اختاره السادة في الآية الشريفة: ﴿التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآَمِرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ وَالحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ﴾[التوبة:112]. فهذا هو تدرج منهج السلوك العملي، والدعوة الإيجابية، الذي يستوجب الإحاطة بعلوم الكتاب والسنة إحاطة كافية للتطبيق الشخصي، والرسالة العامة؛ بداية بالتوبة ونهاية بالمعرفة: هي البشارة في الآية، وهذا هو ركن الدعوة الصوفية الأصيل على مختلف الأساليب والتسميات.
(2)
ومن ثم فإنه بعد انتهاء أنظمة الحكم الفاطمي، على يد صلاح الدين بمصر، ترى أنه استبقى وظيفة (قاضي القضاة) للإشراف على الحركة الشرعية الفقهية في الدولة على الأساس السني، ثم جعل وظيفة (شيخ الشيوخ) للإشراف على الجانب الروحي والخلقي، ومسار الدعوة إلى الله بدلا من وظيفة (داعي الدعاة) التي كانت في الحكم الفاطمي لمثل هذا الغرض ولكن على المذهب الشيعي ولما كانت الدعوة إلى الله في حاجة إلى تربية علمية وفقهية وخلقية متمكنة، خصص صلاح الدين دار (سعيد السعداء)([1]) لتكون مقرًا للمشيخة الصوفية العامة بحيث تستوعب أنشطتها المختلفة، وتكون أشبه بجامعة علمية داخلية متكاملة للأشياخ وأتباعهم ثم مقرًا لضيافة زوار مصر من العلماء الصوفية، ثم دار إيواء للمسنين والمعوقين، وقد وقف صلاح الدين على أهل هذه الدار، بستان (الحبانية) العظيم بحيث يكفي بل يزيد دخله عن حاجة أهل الدار، كما بنى حماما خاصا بهم وسمى رئيس الدار (شيخ الشيوخ) وسميت الدار باسم الخناقاه وهو لفظ فارسي معناه (المكان المحترم) فكان هذا أول العهد «بمشيخة المشايخ»([2]) في مصر والإسلام، وكان الصوفيون قبل هذا طوائف وفصائل، يقيمون شعائرهم بالزوايا الخاصة والربط([3]) والدويرات، وبهذا اكتسب صلاح الدين شعبية كبرى، ووضع نواة النظام الإداري بإشراف الدولة على هذا القطاع الهائل المتناثر من رجال الدعوة التي لا تخلو منها أرض ولا بيت، في مصر بخاصة، والعالم الإسلامي بعامة، ولبيان جلال هذا المنصب الصوفي، وكرامة أهله كان يتولى مشيخة المشايخ أكابر الأكابر من العلماء الخواص، والشخصيات البارزة من الأمراء والقادة والأعيان.
(3)
فنذكر ممن تولي المشيخة بسعيد السعداء السادة المشايخ: صدر الدين محمد بن حموية الشافعي الجويني([4])، ثم ولده كمال الدين ثم ولده معين الدين، مع ما كان لهم من الإمارة والوزارة وقيادة الجيش، كما ولي هذه المشيخة قاضي القضاة، والعالم القائد الكاتب الوزير تاج الدين بن بنت الأعز، ثم أخوه عبد الرحمن كما وليها قاضي القضاة الفقيه الأصولي بدر الدين بن جماعة ووليها العلامة علاء الدين القونوي، والعلامة مجد الدين الأقصرائي، والشيخ جلال الدين جار الله الحنفي، والشيخ برهان الدين الأبناسي، والشيخ شهاب الدين الأنصاري والتقي القلقشندي، والسراج العبادي، وغيرهم.
ويروي المقريزي أن الناس كانوا يأتون من أطراف مصر وضواحيها إلى القاهرة في يوم الجمعة ليتبركوا بشهود صوفية سعيد السعداء، وهم في الطريق إلى صلاة الجمعة بجامع الحاكم، بل ذكر بعضهم أن الناس كانوا يلقون بالورود والزهور والماء المعطر، ويطلقون البخور الجيد في طريقهم لما عليهم من الوقار، وما لهم من الهيبة، ومزيد المحبة وبركة خدمة الدعوة إلى الله تعالى.
(4)
ثم كثرت الخانقاهات التي أصبحت جامعات داخلية عملية متكاملة كما قدمنا؛ فبنى الناصر محمد بن قلاوون خانقاه سرياقوس، ثم أنشئت بعدها خانقاه قوصون (قيسون) وتولي مشيختها الشيخ شمس الدين الأصفهاني صاحب المؤلفات الجليلة، وخانقاه فرج بن برقوق الملحق بمسجده المعروف، وكانت من أروع وأعظم أمثالها، لا يزال أثرها موجودًا لليوم، ويطلق على القرية التي كانت بها (الخانكا) مركز شبين القناطر بالقليوبية. ولكي ندرك شيئا عن النظام العلمي الشامل، الذي كان يدرس بغاية الدقة والعناية بهذه الخوانق، أو الجامعات، أو كليات التعليم العالي، لإعداد العالم الصوفي القدوة نذكر أن الأمير (شيخون) العمري، عندما أسس الخناقاه المشهورة للآن باسمه، أمام مسجده بمنطقة (الصليبة) بين حي القلعة والسيدة زينب، شرقي (سبيل أم عباس) بالقاهرة، رتب فيها إجباريًا دراسة المذاهب الأربعة، والتفسير، والأصول مع دراسة الحديث الشريف من الصحيحين، ودراسة القراءات السبع، بالإضافة إلى التصوف الإسلامي.
وشرط في شيخ الخناقاه أن يكون معروفا بالتقوى وسعة الأفق العلمي والخلقي، بحيث أنه هو الذي يدرس التصوف والمذهب الحنفي معًا ولا يكون قاضيًا حتى لا تشغله وظيفة القضاء عن رعاية الخناقاه، فتولي المشيخة بها الشيخ أكمل الدين البامبرتي الحنفي، كما يدرس فقه الشافعية: الشيخ العلامة بهاء الدين ابن الشيخ تقي الدين السبكي وفقه الحنابلة: والعلامة موفق الدين الحنبلي، كما تولى التدريس الحافظ ولاء الدين بن عبد الله الزولي، ثم المحدث تقي الدين الواسطي، إلخ... وتوالى على مشيخة هذه الخانقاه أعيان العلماء كالشيخ عز الدين بن يوسف الرازي، والشيخ القيصري المعروف بابن العجمي، والشيخ علاء الدين السيرامي، والبدر الكلستاني، ثم الجمال بن العديم، ثم أمين الطرابلسي، ثم الإمام السراج الحنفي، الذي قرأ لطلاب الخناقاه كتاب الهداية من أشهر وأكبر مراجع المذهب الحنفي.
وبهذا ينتفي الوهم الفاضح، الذي كان ولا يزال يسيطر على خصوم الصوفية بأن الخانقاهات كانت مضايف (للتنابلة) شأن (تكايا) الأتراك في العصر الأخير.
إن الخانقاهات كانت أول ما عرفه المسلمون من المدارس المجانية، التي كانت تقدم العلم من أعظم أعلامه. مع منحه الإطعام الطيب والإيواء المشرف والمصروفات الضرورية، فليعلم هذا من لم يكن يعلم.
(5)
فكانت هذه الخوانق تخرج العالم الصوفي الداعية الزاهد المبارك العابد البسيط الذي ينشر المحبة واليسر والسماحة والتعاطف والتآلف والبركة عمليًا بين الناس، وهذا هو أساس الإقبال العظيم والحب الذي لا يزال يملأ قلوب أهل الريف والمدن نحو الصوفية الأمجاد، ويجعلهم يدينون بالطاعة لهم، والثقة فيهم، والشوق إليهم؛ فهم أينما حلوا يعم البشر والخير والسعادة والفرح والسكينة والراحة النفسية.
وقد كان الصوفية هم الوعاظ وهم أئمة المساجد والزوايا، في الغالبية العظمى من مساجد الريف المصري وزواياه، شمالًا وجنوبًا.
وكانت علاقاتهم بالناس علاقة الأبوة الحانية، والعفة الشاملة، والتواضع والتسامح، والتجميع والتكتيل، حين لم تكن قد وجدت وزارات الأوقاف، ولا الوعاظ والأئمة والموظفون بالأجور والمهايا.
فكان دعاة الصوفية هم مصابيح الهدى، وحملة النور والأمل ومكارم الأخلاق، والفقه والوطنية إلى خلق الله.
ثم تطور مع الزمن نظام الخوانق إلى نظام المدارس؛ فأنشئت مدرسة دار الحديث الكاملية (الملك الكامل الآن بالجمالية) وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي ينزل بها، ويعقد دروسه عندما يزور القاهرة، قادمًا من اسكندرية، وكان شيخها هو العالم الصوفي المحدث الشيخ محمد بن سراقة الشاطبي، كما تولى مشيختها العالم المحدث الصوفي الشيخ قطب الدين القسطلاني.
ثم المدرسة الصالحية (مسجد الصالح أيوب بالجمالية) وكان شيخها وزير الملك الكامل الشيخ تاج الدين بن بنت الأعز، الذي تولى من قبل مشيخة المشايخ بخانقاه سعيد السعداء ثم (المدرسة الصالحية التي كانت مجاورة لضريح الإمام الشافعي).
وتولى مشيختها الصوفي العالم الزاهد الشيخ نجم الدين أبو البركات محمد بن سعيد الخبوشاني، مؤلف (التحقيق المحيط في شرح الوسيط).
ثم المدرسة الناصرية التي أسسها الناصر محمد بن قلاوون وكانت مجاورة لمسجد عمرو بن العاص وتولى مشيختها ابن (زين التجار) العالم الصوفي المظفر بن حسين كما كانت تعرف بالمدرسة «الشريفية» أيضا نسبة إلى الشيخ الشريف الزاهد، شيخ الشيخ ابن الرفعة، وابن الرفعة هو: الفقيه الأصولي الصوفي الورع، ثالث الشيخين الرافعي والنووي في الترجيح عند الشافعية.
ثم المدرسة الظاهرية التي أنشأها الملك الظاهر بيبرس (وهي نفس الجامع المشهور باسم جامع (الظاهر الآن) والذي كان قد احتله الإنجليز فترة، وجعلوه مجزرة لذبائحهم، حتى اشتهر بين العامة (بمذبح الإنجليز) وكان من فقهائه الصوفية العلامة مجد الدين بن وهب، المحدث الصوفي المجاهد أبو الفتح محمد القوصي المشهور (بابن دقيق العبد) وهو من تلاميذ العز بن السلام.
ثم مدرسة السلطان حسن، وهو جامع السلطان حسن المعروف بالقلعة، ويعتبر من أكبر مفاخر العمارة الإسلامية، وقد شيد فيه أربع أجنحة كبرى؛ كل جناح لمذهب من المذاهب الأربعة، واختار طلبته من أفضل الصوفية وأساتذته من أشهرهم.
(6)
ثم عادت بحكم الظروف أنظمة (الزوايا) وهي مساجد صغيرة. يتخذها أئمة الصوفية لنشر دعوتهم وعبادتهم، وتقوم مقام المدارس والخوانق على أسلوب أبسط وأقل نظرًا لعدم توافر القدرة المالية وتغير الأوضاع الاجتماعية والسياسية مع المحافظة بقدر الإمكان على دروس الدين والتصوف، واستضافة الأغراب وفقراء الطلاب وإيواء المسنين والعجزة.
ومن أشهر هذه الزوايا زاوية ولي الله الشيخ الحلوجي التي كانت تقع بين ميداني الحسين والأزهر، وقد دفن بها أيضًا الشيخ عبيد الله البلقيني الذي كان يزوره السلطان الغوري والسلطان قايتباي، وكانت تقع بالأرض التي بها النفق الموصل ما بين الميدانين الآن، وكانت لها أوقاف وحمام كبير، ثم هدمت للتوسعة بين الميدانين ونُقِل رفاتها إلى ما يسمى (مقلب الأولياء) بشارع الركبية، وهو نوع من العقوق وإهدار الحقوق، ولا قوة إلا بالله.
ثم زاوية الدمرداش محمد بن عثمان بالعباسية، شرقي مستشفى الدمرداش، الذي أسسه حفيد أحفاد السيد عبد الرحيم الدمرداش، والد السيدة المعروفة «قوت القلوب الدمرداشية»، وشيخ الطريقة الدمرداشية، وكان لهذه الزاوية ملحق به عدد من الخلوات الصوفية لمن شاء الخلوة من تلاميذ الطريقة الدمرداشية وكان لهذه الخلوات نظام محدد، وتقاليد متبعة؛ لأنه كان للخلوات والمريدين رواتب وعوائد من حصيلة الأوقاف العظيمة التي كانت للزاوية.
وزاوية أبي السعود الجارحي بمصر القديمة، والآن يجددها المسئولون، وينشئون حولها حديقة مناسبة، وقد استغلها بعض المارقين والمنحرفين لإقامة (الزار) في كل يوم الثلاثاء، لإخراج الأرواح والعفاريت الشريرة من الأبدان، على غير ما ترضى به الشريعة، على حين كان الشيخ أبو السعود من أفضل علماء الصوفية المباركين، وكان على علم تام بالطب، وكان يعالج الناس بالمجان، ولعل هذا هو سبب إقامة مهزلة (الزار) الأسبوعية في زاويته حتى الآن، ولم ينفع في القضاء على هذه المهزلة جهد الحكومة ولا الأزهر ولا غيره.
ثم زاوية الخضيري بجوار جامع ابن طولون، وإليه ينتهي نسب الطريقة الخضيرية، وزاوية كريم الدين الخلوتي بالجودرية، بين الغورية وباب الخلق، وزاوية تاج الدين الذاكر شمال باب زويلة أمام مسجد طلائع بن رزيك، وزاوية الإمام الشعراني بميدان باب الشعرية، وزاوية الشيخ علي المرصفي بين الناصرية وجامع الأمير حسين وباب الخلق، وقد جددت العشيرة المحمدية زاوية المرصفي بالتعاون مع المرحوم السيد محمد الغندور، التاجر المعروف، وبعض الصالحين بالمنطقة، ثم زاوية الشيخ الشنبكي، والشيخ مدين الأشموني، والشيخ الغمري بباب الشعرية، وهكذا كثرت الزوايا بكثرة المشايخ الداعين إلى الله تعالى لتقوم مقام الخوانق والمدارس في المدن والقرى، ولكن بطريقة مصغرة.
وكنت أحيانًا إذا ألحقت بها بعض المساكن تسمى (الدويرات) – وكانت كلها تخضع لشيخ المشايخ.
(7)
قالوا: وكان ممن تولى مشيخة المشايخ في أواخر القرن التاسع وأوائل العاشر مولانا الشيخ الإمام العظيم جلال الدين السيوطي. وكانت قد انتشرت البدع والمناكر والمستكرهات والمحرمات في صفوف أكثرية عوام الصوفية ولما أراد السيوطي أن يردهم إلى الصواب، انتهز الغوغاء منهم خلو مسجد بيبرس الذي كان يصلي به الشيخ السيوطي ويلقي درسه اليومي فكبوه على وجهه وجروه على أرض المسجد، وهم يضربونه بالقباقيب حتى ألقوه في فسقية الميضأة، ثم حمله الناس إلى داره، قالوا: فما خرج منها بعد ذلك قط إلا إلى قبره !!... رحمه الله.
قالوا: وقد تنقلت مشيخة المشايخ في البيوت الصوفية الكبرى طيلة هذا القرن، حتى استقرت في بيت الشيخ شمس الدين الحنفي البكري، صاحب المسجد المعروف بحي السيدة زينب، وقد أخذ الطريق عن ابن الميلق الشاذلي، وأخذ علم الحديث عن حافظ مصر ومحدثها الشيخ زين الدين العراقي، وكان الشيخ الحنفي معاصرًا لرأس السادة الوفائية الشيخ علي بن الشيخ محمد وفا، والشيخ ابن حجر، والشيخ العيني، وغيرهم من كبار أئمة الشرع والتصوف، وكان يزوره الملوك والسلاطين طالبين رضاه وبركته ويخدمه الأمراء والأعيان.
قالو: حتى آلت المشيخة بالتوارث في بيت البكري إلى الشيخ أبي المكارم البكري من أحفاد شمس الدين الحنفي، ثم ورثه فيها ابنه أبو السرور البكري وهكذا توارثها بيت البكري على ضعف، حتى كادت أن تتلاشى، حتى قررهم في هذه المشيخة قائد الفتح الفرنسي نابليون، وثبت فيها الشيخ خليل البكري، وهكذا حتى آلت إلى السيد توفيق البكري، ثم إلى السيد عبد الحميد البكري، ثم إلى السيد أحمد مراد ابن السيد عبد الحميد.
(8)
ثم كان من الشئون السياسية ما جعل الملك فؤاد يخلع السيد أحمد مراد من المشيخة، ويلغي نظام وراثتها في بيت البكري وعين الشيخ أحمد الصاوي العمراني، أحد علماء الأزهر شيخًا لمشايخ الطرق الصوفية، بدلًا من أحمد مراد البكري.
ولما توفي الشيخ الصاوي عين رجال الثورة الشيخ محمد علوان البلبيسي الخلوتي شيخا للطرق الصوفية، حتى توفي، فعين من بعده الشيخ محمد السطوحي، كل هذا في ظل اللائحة الصوفية القديمة الصادرة في سنة 1903م من عمل الشيخ توفيق البكري.
ثم توفي الشيخ السطوحي، فعين من بعده السيد الدكتور أبو الوفا التفتازني نائب رئيس جامعة القاهرة، وأستاذ التصوف بها، شيخًا للمشايخ، وكان والده من أشهر صوفية الجيل الماضي، وهي أول مرة يشغل فيها هذا المنصب الشرفي رجل صوفي يحمل الدكتواره، وكان تعيينه على أساس اللائحة الجديدة للطرق الصوفية، الصادرة في أوائل الثمانينات بمجهود كبير يعلمه الله !! رغم ما عليها من الملاحظات الهامة ثم توفي إلى رحمة الله تعالى، وتولاها من بعده الآن الوزير أحمد عبد الهادي القصبي شيخ السادة القصبية الخلوتية.
نسأل الله تعالى أن يوفق شيخ المشايخ، ورجال المشيخة، والمجلس الصوفي عمومًا، إلى تصحيح الأوضاع المختلفة، وإعادة المجد الصوفي الضائع، وأن يهيئ للتصوف سبيل تحريره وتطهيره وإذاعة فضله، حتى تنقطع ألسنة المفترين عليه بالباطل هناك وهنا، وحتى يمكن له أن يؤدي رسالته الإنسانية الخالدة التي لا يُغني عنه فيها شيء آخر.
والحمد لله رب العالمين
محمد زكي إبراهيم
شيخ السادة المحمدية، ورائد العشيرة المحمدية،
وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
وعضو اللجنة العليا الدينية بمحافظة العاصمة.
([1]) دار سعيد السعداء لا تزال بقاياها قائمة بحي الجمالية تنسب إلى سعيد السعداء عتيق الخليفة المنتصر، وقد سكنها بعده الملك الكامل ابن صلاح الدين ثم الصالح بن رزيك وغيره من كبار الدولة كما كانت دارًا للحكومة في بعض الأوقات وأما قبره رحمه الله فهو الآن بمنطقة حوش الشرقاوي، ولازال موجودًا حتى الآن وذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني في الطبقات في ترجمة سيدي علي وفاء: «كان ايقول الخنق في اللغة: التضييق، والخانق الطريق الضيق، ومنه سميت الزاوية التي يسكنها صوفية الرسوم: الخناقاه لتضييقهم على أنفسهم بالشروط التي يلتزمونها في ملازمتها!