ما نقول وقد قال فيه شيخه أبو الحسن الشاذلي: سمعت يقال لي: لن تهلك أمة فيها أربعة: إمام، وولي، وصديق، وسخي. قال الشيخ أبو الحسن: الإمام هو أبو العباس!.
وقال فيه شيخه أبو الحسن الشاذلي: أبا العباس شمس، وعبد الحكيم قمر. وعبد الحكيم هذا ولي كبير من أصحاب الشيخ أبي الحسن.
وذكر ابن عطاء الله السكندري أنه سمع الشيخ أبا العباس يقول: يكون الرجل بين أظهرهم، فلا يلقون إليه بالًا، حتى إذا مات قالوا: «كان فلان»، وربما دخل في طريق الرجل بعد وفاته أكثر مِمَّا دخل فيها في حياته، والذي ظهر بهذه الأوصاف هو الشيخ أبو العباس الذي بَثَّ علوم الشيخ أبي الحسن، ونشر أنوارَها، وأبدى أسرارها، وسار الناس إليه من أقاصي البلاد، وأقبلوا مسرعين إليه من كل نادِ، فنشأت على يديه الرجال، بصَّرَها وأظهرها بالمقال والفعال، حتى انتشرت في الآفاق الأصحابُ وأصحابُ الأصحاب، وظهرت علوم الشيخ في مظهرَي لسان وكتاب، فالحمد لله الذي خلع على أوليائه خِلَع إنعامه، فهم بذلك حامدون، واختصهم بمحبته وأقامهم في خدمته؛ فهم على صلاتهم يحافظون، ودعاهم إلى حضرته وأظهر فيهم مراتبهم؛ فالسابقون السابقون، أولئك المقربون، وفتح لهم أبواب حضرته ورفع عن قلوبهم حجاب بعده؛ فهم بين يديه متأدبون.
ولاطفهم بوده، وأَمَّنَهُم من إعراضه وصده، ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾([1]).
ونَوَّرَ بصائرهم بفضله، وطهر سرائرهم، وأطلعهم على السر المصون، وصانهم عن الأغيار، وسترهم عن أعين الفجار؛ لأنهم عرائس، ولا يرى العرائس المجرمون.
رحم الله ابن عطاء الله السكندري والحسن الشاذلي وأبا العباس المرسي، وجعلهم في الفردوس الأعلى في مقامِ ﴿...يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...﴾ [المائدة:54]، إن الله على كل شيء قدير.
كتبه
السيد حسن منصور شعبان