شيخ مولانا عبد السلام بن مَشيش العارفُ الرباني، والغوث الصمداني، الشريف سيدي عبد الرحمن المدني العطَّار، الملقب بالزيَّات، لسكناه بحارة الزيَّاتين بالمدينة المنورة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
وكان رضى الله عنه من أكابرِ أولياء الله تعالى، وكان من رجالِ الغيب، وكان غوثًا كاملًا، فردًا جامعًا، أتى إلى مولانا عبد السلام بن مَشيش لمَّا وقعَ له الجذب، وهو ابن سبع سنين، فدخلَ عليه، وهو عليه سيما أهل الله، فقال له: أنا شيخك. وأخبره عن أموره وأحواله ومقاماته مقامًا مقامْ، وقال له: أنا واسطتك في كلِّ حالٍ ومقام.
وقد سُئل بعد ذلك سيدي عبدُ السلام: هل كنت تأتيه أو يأتيك؟ قال: كلُّ ذلك كان. قيل له: طيًّا أو نشرًا؟ فقال: طيًّا.
توفي رضى الله عنه بالمدينة في القرن الخامس.
وأما شيخُه الذي أخذَ عنه فهو القطب الرباني، والعارف بالله الصمداني، غوثُ الزمان، ووسيلة أهل العرفان، من أقامه الله في أحواله مسير القطب سيدي تقي الدين الفقير النهروندي الواسطي العراقي المتوفّى ببلدته نهروند من أعمال واسط بالعراق، سنة أربع وتسعين وخمس مئة.
كان رضى الله عنه من العلماء العاملين، صحبَ سيدي أبا العلمين أحمد الرفاعي رضى الله عنه، ولبس منه خرقةَ التصوف، ومدحه بقصيدةٍ مباركة، وكان ممَّن صحبه في حجِّه الذي وقعت له فيه منقبة مدِّ اليد المشهورة، وهو من أحدِ شهود تلك الواقعة الميمونة، ولزم صحبته زمنًا، حتى شملته عين عنايته بالقبول، أمدنا الله بمددهم آمين.