[58]
سيدي عبد الواحد الدباغ([1])
(...- 1271)
قطب الوجود، وأستاذ كل موجود، البحر الدافق، والسر الناطق، صاحب الإشارات الكاملة، والمعارف الربانية، المربي النفاع، الكثير التلامذة والأتباع، شيخ شيوخنا أبو المواهب مولانا عبد الواحد الدبَّاغ القصّار بن مولانا علال بن مولانا إدريس الشريف الحسني الإدريسي.
كان رحمه الله جبلًا راسخًا، وطودًا شامخًا، عارفًا، مربيًّا، كاملًا، وفاضلًا محققًا واصلًا، دالًا على الله بسائر أقواله، مشيرًا إلى التعلق به في جميع أحواله.
وقد ترجمه غير واحد من ساداتنا، منهم: شيخي وأستاذي، وقدوتي وملاذي، مربي المريدين، وزمزم أسرار الواصلين سيدنا ومولانا أبو المواهب سيدي الشيخ فتح الله البناني الشاذلي، قطب دائرة المتصوفين، وشيخ المشايخ الواصلين رضي الله عنه وأرضاه، وجعلنا على أثره، ومتعنا برضاه، في «طبقاته الكبرى».
قال رضى الله عنه في كتابه «إتحاف أهل العناية» عند ذكر ترجمته ما نصه: وقد بسطت ترجمته في الجملة أيضًا في «طبقاتنا» وذكرت بعض مآثره ومناقبه ومزاياه رضى الله عنه، فمن أراد الوقوف على ذلك فعليه بـ «طبقات سيدنا» وكتابه «إتحاف أهل العناية الربانية».
ولنذكر جملة من مناقبه تبرُّكًا به رضى الله عنه، فنقول: لما قدم لفاس من بني زروال مولانا العربي الدرقاوي رضى الله عنه جدد عليه سيدي عبد الواحد الورد، وسلب له الإرادة، وكان أخذ طريقة قبل قدومه عن أحد خلفائه على الفقراء بفاس، فلزم صحبته وخدمته، وتولى مولاي العربي خدمته هو بنفسه إلى أن كمل أمره، وفاض بحره، وانتصب لتربية المريدين، فكانت له تلامذةٌ وأتباع وأصحاب وأشياع، ظهرت عليهم بركته، وشملتهم عنايته ونفحته.
وذكر بعض أصحابه أنه أدرك القطبانية.
توفي رحمه الله طلوع فجر يوم السبت سابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين ومئتين وألف، ودفن أولًا بالرُّميلة، بقبة شيخه سيدي علي الجمل رضى الله عنه، وبعد عامين من موته جعلوا له زاوية بحومة السياج قريبًا من سويقة ابن صافي، وجعل عليه به دربوز، وجعلوه مزارًا، وهو مشهور، يتبرك به.
وهو عالم حومة السياج، والدوح، والجرف، والعيون، وما هو منضافٌ إليها، اللهم اجعلنا على أثرهم، واحشرنا في زمرتهم. آمين.