وأما شيخنا سيدي عمران رضي الله عنه وأرضاه، ومتعنا ببوارق نظراته وعطفه، ناشر الطريقة، ومظهر لواء الحقيقة، الواعظ الناصح، الزاهد العارف، فيكفينا في فضائله ومناقبه ما هو مشاهد بالعين، من جمع قلوب عباد الله على الله، وتقربهم إلى حضرة أهل الله، صاحب المؤلفات النفيسة، والمذاكرات الجليلة، والقدم الراسخ في طريق الله، والعلم الأسنى، والنور الأبهى، والسر القاطع، والبرهان الساطع، والفتح الرحماني، والفيض الرباني، من أعطاه الله ناطقة الأولياء، وخصه بأعلى مقامات الأصفياء، له اليد الطُّولى في جمع القلوب، والهمة العليا في التسليك، والإشارات الغنية عن التعريف، والذي يطالع مؤلفاته الحسان، يعرف عظم قدره، وما خصه الرحمن من التحقق بمقامات الإحسان، كيف لا وقد افتخرت به الأيام، ونزلت بساحته الأعلام مقتبسين من أنواره المحمدية، ومعارفه الغيبية.
ولقد نفحني بدعواته، وأمدني بإمداداته، وإني لأرجو من سيدي ومولاي ألا ينساني من الدعوات، سيما في الخلوات، نفع الله به المسلمين، وأقام به راية الدين، وطهر بعاطر أنفاسه قلوب المحبين، وثبت قلوبنا على محبته ومحبة الأولياء الصالحين. آمين يا رب العالمين.
ومن محاسن تآليفه، وبدائع تصانيفه: «سيوف المريدين في نحور المنكرين» وهو كتاب لم يسبق له مثيل، أتى فيه بالعجب العجاب، وكشف النقاب عمن لزم الأعتاب من الأحباب، وكتاب «إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد» تكلم فيه عن أسرار الطريق، وإظهار معالم التحقيق، فهو كتاب فريد في بابه. وكتاب «التوسلات العمرانية» وهي التوسلات التي نظمها بإذن سيد السادات. وكتاب «التوسلات الأبجدية بالحضرة المحمدية» تلقاها عن صاحب الرسالة. وكتاب «نور البيان عن بدع الزمان». ويكفي القارئ عنوانه، فلكل شيء دليل، وله شرح على «الحكم» سماه «جلاء الظلم» وشرح على «الوظيفة» سماه «الواردات اللطيفة» وشرح على «التحيات»، وشرح على «الآجرومية» بطريق الإشارة الربانية. وكتاب «الأدلة الشرعية على إشارة السادة الشاذلية» وغير ذلك من التآليف التي تزداد كلما تقادم الزمان.
وهذه الكتب كلها غرر وفوائد، ينبغي لكل مسلم اقتناؤها، وهي متداولة، فلتطلبُ حيث توجد، اللهم أمدني وأحبتي بمدده. آمين يا رب العالمين.
وفي مدحه قلت هذه الأبيات:
سلوني عن بلاد فيها شيخٌ |
* | جليل القدر داعٍ ثم بان |
هو الشيخ الهمام أتانا روحًا |
* | وقد أروى المسامع بالمعاني |
أغوث الله يا عمران جُدْ لي |
* | بفيض منك إنك ذو امتنان |
فيا لك من إمام صرت داع |
* | إلى باب الإله وأنت فان |
رويدك هل لمحبوب أتاك |
* | يطير إليك من شوق يعاني |
فمثلك قد تحلى إذ تملى |
* | فأقربت الأباعد والأداني |
فيا أهل الصعيد هلم طوفوا |
* | بكعبة فضله آنا وآن |
فإن الله ربي قد حباه |
* | أمورًا لا يحيط بها جناني |
إمامٌ في الحقيقة نال عزًّا |
* | وقد نشر الطريق بلا توان |
فطب نفسًا مريدًا قد أتاه |
* | لقد ألقيت رحلك في الأمان |
أإخوان الصفاء فلو علمتم |
* |
بما أعطاه ربي من معان
|
لأقسمتم وحقًّا قد بررتم |
* | يمينًا إنه في الله فان |