الشيخ العالم العامل، الجامع بين الشريعة والحقيقة، قطب دائرة التصريف، القطب الرباني، والهيكل الفرد الصمداني، العارف بالله، أحد أركان هذه الطريقة، وإمام من أئمة هذا الفريق، مولانا سيدي عوض اليمني الزبيدي الشاذلي الأنصاري، أحد أصحاب الإمام الكبير قطب دائرة هذه الطريقة العلية، ومادة أنوارها المحمدية، مولانا محمد بن مسعود الفاسي قدس سره العزيز، أخذ عنه، وانتمى إليه، وأشرقت عليه أنواره، فتحققت بشاراته، وظهرت كراماته، امتلأ من العلوم الظاهرية فحفظ «المنهاج» والمتون.
مولده قدس سره بزبيد، وأصله من بني عفرم بني الأنصار، وحضر دروس الأشياخ الأول في الأزهر الشريف.
وتُحكى عنه كرامات كثيرة، لم أجتمع به غير مرة واحدة في زاويته خارج باب النصر، وقد نفحني بنفحاته، وأمدني بإمداداته، وهو من المشايخ الذين تبركت بهم.
كان رحمه الله من أصحاب الكشف التام، وكانت حضرته التي يقيمها في زاويته تحضرها العلماء الأفاضل، وله تلامذة أخيار.
وانجمع عن الناس في آخر أيام حياته، وعمر كثيرًا، وكان من أرباب المجاهدات في بدايته، وكان الغالب عليه الجمال مع القبض لاستيحاشه عن الخلق، وتحققه بمشاهدة الحق، واستغراقه في حضرة الله.
ومناقبه كثيرةُ، وله الشهرة التامة بمصر.
توفي رضى الله عنه يوم الثلاثاء اثني عشر شهر ربيع الثاني عام ألف وثلاث مئة وسبعة وأربعين، وكان يوم وفاته يومًا مشهودًا، لم ير مثله قط في مصر، ودفن بزاويته خارج باب النصر، من أبواب مصر المحروسة بمقام أعد له في داخل زاويته، اللهم اجمع بيننا وبينه في دار الخلد بمنك، واحشرنا وأحبتنا في زمرته وتحت لوائه، وأمددنا بمدده، واجعل اللهم مقامه كعبة القاصدين، وملجأ الوافدين، وأكرمنا بما أكرمته به بجاه مولانا رسول الله سيد الأولين والآخرين، آمين يا رب العالمين.
وله ديوان تكلم فيه على لسان أهل الحقيقة، وله فيه تغزلات رقيقة، وإشارات وشطحات، اللهم أمدني وأحبتي بمدده، وانفعنا بأسراره، وأمدنا بأنواره. آمين.