[في الرد علىٰ من أنكر علىٰ الأولياء اجتماعهم بالنبي يقظة]
(فصل) ومما أُنْكِر عليهم ذكرهم أنهم يرون النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظة. وهذا لا إنكار فيه. وممن نص على إمكانه ووقوعه من أئمة الشرع الغزالي واليافعي, وفي كلام القرطبي إشارة إليه.
وذكر الشيخ أبو الحسن الشاذلي انه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يقظة, وحَمَّلَه السلام إلى الشيخ عز الدين بن عبد السلام, وبلغه ذلك, ولم ينكره هو ولا أحد من علماء عصره, وقد أَلَّفْتُ في المسألة تأليفًا([1]) فأغنى عن بسط الكلام فيها هنا.
نعم يتحرز في ذلك من أهل الدعاوى الكاذبة بالاختبار والامتحان, وقد ادعى شخص مرة ذلك, فاجتمع به بعض أهل الفطنة, واختبره, فوجد أمارات البطلان لائحة عليه, وظُلْمة الكذب ظاهرة في وجهه. ثم رأى رجلاً يوثق به النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال له: هذا لفلان وذكره مبطلال فليحذر([2]), ثم أخمد الله أمره كعادة المبطلين.