(مبحث حديث: بدأ الإسلام غريبًا وذكر مَن رواه من الصحابة)
وأورده القطب القسطلاني في كتابه، وقال: يحتمل أن يريد بقوله: «طلب الحق» اللّٰه سبحانه وتعالىٰ، فإنه هو الحق المطلق، ويطلق على غيره بلواحق وقيود. وبـ «الغربة»: البعد عن حظوظ النفس وشهواتها، ويحتمل أن يريد ما هو ثابت وطلبه مشروع من الأعمال المقربة، وبـ «الغربة» القلة وعزة الوجود لعدم المساعدة على حصول المقصود، كما في الحديث الآخر: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَىٰ لِلْغُرَبَاءِ»([1]).
وأورد القطب أيضًا قول عيسىٰ -عليه السلام-: «الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ: عَالِمٌ بِاللّٰهِ وَبِأَمْرِ اللّٰهِ، وَعَالِمٌ بِاللّٰهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللّٰهِ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللّٰهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللّٰهِ».
وأورد عن سُفْيَان الثوري([2]) قال: «الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ: عَالِمٌ بِاللّٰهِ يَخْشَىٰ اللّٰهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللّٰهِ، وَعَالِمٌ بِاللّٰهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللّٰهِ يَخْشَىٰ اللّٰهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللّٰهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللّٰهِ لاَ يَخْشَىٰ اللّٰهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ».
([1]) ورواه مسلم عن أبي هريرة، وقد ورد معناه من حديث ابن مسعود وأنس وسلمان وسهل بن سعد، وابن عباس، وابن عمرو وعمرو وعمرو بن عوف المزني، وعبد الرحمن بن سنة الأشجعي، وسعد بن أبي وقاص، وعبد اللّٰه بن عمرو، وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب العبسي، ومن مرسل مجاهد.
([2]) قال المؤلف في الدر المنثور: أخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان عن أبي حيان التميمي عن رجل قال: كان يقال فذكر نحوه.