1- ترجمة المصنف
-اسمه ونسبه:
هو: الأمام العلامة المتفنن الرحلة القاضى الأعدل والمحدث المؤرخ، أبو العباس أحمد بن الحسين بن على الخطيب، شهاب الدين القسنطينى، المعروف بابن قنفذ.
-مولده ونشأته:
ولد المصنف } سنة 740هـ في مدينة قسنطينة من بلاد (الجزائر) بالمغرب العربي، ونشأ في بيت علم وصلاح، فقد كان أبوه وجده من خطباء قسنطينة، كما أن جده لأمه يوسف بن يعقوب البويوسفي المتوفي سنة 764هـ كان من مشاهير الصوفية والمربين الروحيين.
وكان والده مع قيامه بالخطابة والدعوة أديبًا مرموقًا مع إتجاه وفي كذلك مما جعل ابن قنفذ ينشأ في وسط يسوده الأهتمام بالعلم والأدب والتصوف.
-طلبه للعلم:
بعد أن تم دراسته الأولية على أبيه وجده لأمه، إرتحل إلى مدينة (فاس) للأخذ عن علمائها، وهناك لم يقنع بتبحره في العلوم النقلية والعقلية، من الفقه، وحديث، ونحو، وتاريخ، وطب، وفلك بل انكب على التعمق في أسرار التصوف، فخاض بحاره، وراح يبحث عن رجاله في ربوع المغرب فيلتقى بالأولياء الصالحين الأحياء، فيأخذ عنهم ويتأدب بآدابهم ويكتب مناقبهم وآثارهم، ويزور أضرحة من سبق منهم إلى الله عز وجل، وقد أمضى من حياته نحو عشرين عامًا في حل وترحال طلبًا للعلم ولقاء العلماء، حتى صار إمامًا في كل فن كما يظهر ذلك بجلاء ووضوح عند مطالعة قائمة مصنفاته التي تنطق بتبحره وتدل على سعة إطلاعه.
-شيوخه:
لقد أخذ العلم عن كبار علماء عصره منهم على سبيل المثال لا الحصر:
1-الإمام أبو العباس أحمد بن قاسم القباب (ت778هـ).
حضر عليه في الفقه والحديث وأول الدين.
2-العلامة الشريف أبو القاسم محمد بن أحمد الحسينى السبتى، المعروف بالشريف الغرناطى (ت760هـ) قال عنه ابن قنفذ في وفياته بعد الثناء عليه: وبالجملة فهو ممن يحل الفخر بلقائه.
3-العلامة الشيخ أبو عمران موسى العبدوسى الفاسى، (ت770هـ) لازمه وحضر عليه المدونة، والرسالة.
4-العلامة النظار أبو عبد الله محمد بن محمد عرفة التونسي (ت803هـ).
5-الإمام المحدث محمد بن أحمد مرزوق التلمساني، المعروف بابن مرزوق الجد وبالخطيب (ت781هـ).
6-الإمام العلامة الحافظ أبو محمد عبد الله الوانغيلى الفاسى الضرير (ت779هـ).
7-العلامة الصوفي الكبير محمد بن إبراهيم النفزى، المعروف بابن عباد النفزى (ت792هـ) شارح الحكم العطائية.
8-العلامة الزاهد الكبير أحمد بن عاشر (ت765هـ).
9الشيخ أبو على حسن بن أبى القاسم بن باديس (ت787هـ).
-مؤلفاته:
له مؤلفات كثيرة، بلغت أكثر من ثلاثين كتابًا في مختلف الفنون، نذكر منها على سبيل المثال:
1- أنوار السعادة في أول العبادة، وهو شرح لحديث ((بنى الإسلام على خمس)) وفي كل قاعدة من الخمس أربعون حديثًا وأربعون مسألة.
2- تقريب الدلالة في شرح الرسالة، في أربع أسفار.
3- هداية السالك إلى ألفية ابن مالك.
4- سراج الثقات في علم الميقات.
5- تفهيم الطالب لمسائل أول ابن الحاجب.
6- بغية الفارض من الحساب والفرائض.
7- تحفة الوارد في اختصاص الشرف من قبل الوالد، قال عنه: وهو غريب.
8- وسيلة الإسلام بالنبي —، قال عنه: وهو من أجل الموضوعات في السيرة لاختصاره.
9- شرف الطالب في أسنى المطالب، في مصطلح علم الحديث.
10- أنس الفقير وعز الحقير وهو الذي بين أيدينا.
11- أنس الحبيب عن عجز الطبيب.
12- إيضاح المعاني وبيان المباني في المنطق.
13- تيسير المطالب في تعديل الكواكب، قال عنه: ولم يهتد أحد إلى مثله من المتقدمين.
14- الفارسية.
15- الوفيات، وهو تراجم للعلماء خصوصًا المحدثين، رتبه على السنين.
هذا وقد كانت له أشعار في غاية من الرقة والظرف، منها قوله رحمه الله تعالى: وهو يحاسب نفسه ويعاتبها:
مضت ستون عامًا من وجودي |
* | وما أمسكت عن لعب ولهوٍ |
وقد أسبحت يوم حلول إحدى |
* | وثامنة على كسل وسهوٍ |
فكم لابن الخطيب من الخطايا |
* | وفضل الله يشمله بعفوٍ |
-وفاته([1])
وبعد حياةٍ حافلة بالعلم والتدريس، والقضاء والإفتاء والتأليف توفي إلى رحمة ربه عز وجل سنة 810هـ.رضى الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه.
(1) راجع ترجمته في المصادر التالية:
1- نيل الابتهاج لأحمد بابا التنبكتى.ص57
2- تعريف الخلف برجال السلف لأبى القاسم الحفناوى الغول (1/32).
3- الأعلام بمن حل بمراكش من الأعلام لعباس بن محمد المراكشى (2/16).
4- الأعلام للزركلى (1/117).
5- فهرس الفهارس لعبد الحي الكتانى (2/243).
6- مقدمة أنس الفقير طبع الرباط سنة 1965 نشر جامعة محمد الخامس.