العقاد والتصوف الصحيح
جاء في كتاب «الفلسفة القرآنية» للأستاذ المحقق الكبير السيد عباس محمود العقاد، ما نصه:
«لكن التصوف في الحقيقة غير دخيل في العقيدة الإسلامية؛ لأنه كما قلنا في كتابنا عن أثر العرب في الحضارة الأوربية مثبوت في آيات القرآن الكريم، مستكن بأصوله في عقائده الصريحة.
فالمسلم يقرأ في كتابه «القرآن» ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللهِ﴾[الذاريات:50] الآية، فيعلم ما أصبح يتعلمه تلاميذ البوذيين، حين يؤمنون بأن ملابسة العالم تكدر سعادة الروح، وأن الفرار إلى الله هو باب النجاة.
والمسلم الذي يقرأ هذه الآيات «ونحوها» وهو مطبوع على التصوف، والبحث عن خفايا الآثار، ودقائق الحكمة، يجد فيها غناء من الأصول الصوفية، ولا يفوته إذا اكتفى بها أن ينشئ منها مدرسة صوفية إسلامية تلتقي بالمدارس «الصوفية» الأخرى في كثير وتنفصل عنها في كثير؛ لاتساع هذا المجال «ولكنها لا تنعزل عن لباب التصوف، بالطبع والفطرة، كما يرى «بحق» بعض المعقبين على الصوفية الإسلامية، التي يستمدها المسلم من الدين» اهـ.