الباب العاشر - في دعائه وذكره
في دعائه وذكره عقيب كلامه وحزبه الذي رتبه للآخذين من علومه وأفهامه
وشيء من دعاء أبي الحسن وحزبيه وبهما يكون لهذا الباب وجود ختامه
كان من ذكره }: «لا إله إلا الله الأول الآخر الظاهر الباطن، محمد رسول الله > الكامل الفاتح الخاتم».
وكان من ذكره أيضًا: «يا الله يا نور، يا حق يا مبين، أحيِ قلبي بنورك، وأقمني لشهودك، وعَرِّفْنِي الطريق إليك».
ومن ذكره أيضًا: «رب اغفر لي، واجعلني لك عبدًا ذائب النفس بأنوارك، مطموس الحس بحلالك، واغفر للمؤمنين والمؤمنات».
ومن دعائه: «اللهم اغفر لي، واسترني ولا تفضحني في الدنيا والآخرة، وعَلِّمْنِي وذَكِّرْنِي، وفَهِّمْني وارحمني، وفرحني وبرئني، وفرغني من كل شيء إلا من ذكرك وطاعتك وطاعة رسولك، ومحابك ومحاب رسولك >».
ومن دعائه عقيب كلامه: «اللهم كن بنا رءوفًا، وعلينا عطوفًا، وخذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك، وقَوِّمْنَا إذا اعْوَجَجْنَا، وأَعِنِّا إذا استقمنا، وخذ بأيدينا كلما عثرنا، وكن لنا حيثما كنا».
وقال الشيخ أبو الحسن }: «اللهم إن الدنيا حقيرة، حقير ما فيها، وإن الآخرة كريمة، كريم ما فيها، وأنت الذي حقرت الحقير وكرمت الكريم، فأين يكون كريمًا من طلب غيرك! أم كيف يكون زاهدًا من اختار لدنياه معك! فحققني بحقائق الزهد؛ حتى أستغني عن طلب غيرك، وبمعرفته حتى لا أحتاج إلى طلبك، إلهي كيف يصل إليك من طلبك! أم كيف يفوتك من هرب منك! فاطلبني برحمتك ولا تطلبني بنقمتك، يا عزيز يا منتقم؛ إنك على كل شيء قدير».
وقال الشيخ أبو الحسن }: «اللهم اسلبني عقلًا يحجبني عنك وعن فهم آياتك وعن فهم كلام رسولك، وهب لي من العقل الذي خصصت به أنبياءك ورسلك والصديقين من عبادك، واهدني بنورك هداية المخصصين بمشيئتك، ووَسِّعْ لي في النور توسعة كاملة تخصني بها برحمتك؛ فإن الهدى هداك، وإن الفضل بيدك تؤتيه من تشاء، وأنت ذو الفضل العظيم».
وقال الشيخ أبو الحسن }: «يا واسع يا عليم، يا غني يا كريم، يا ذا الفضل العظيم، اللهم أجلسنا على بساط القرب منك بالفناء عن غيرك أو بالبقاء بنورك، أو بالتقرب بالأخذ عَمَّا هو لنا إلى ما هو لك من جهة العلم أو العقل، أو من جهة العمل والحال، وهَيِّمْنَا في برزخ الصنع، ناظرين بك إليك ومنك إلى غيرك؛ إنك على كل شيء قدير».
قال الشيخ أبو الحسن }: «يا عزيز يا غني، يا رحيم يا كريم، يا واسع يا عليم، يا ذا الفضل العظيم، اجعلني عندك دائمًا، وبك قائمًا، ومن غيرك سالمًا، وفي حبك هائمًا، وبعظمتك عالمًا، وأسقط البين بيني وبينك؛ حتى لا يكون شيء أقرب إليَّ منك، ولا تحجبني بك عنك؛ إنك على كل شيء قدير».
قال الشيخ أبو الحسن }: «اللهم هَبْ لي من النور الذي رأى به رسولُك ما كان وما يكون؛ ليكون العبد بوصف سيدِه لا بوصف نفسه، غنيًّا بك عن تجديد النظر لشيء من المعلومات، ولا يلحقه عجز عَمَّا أراد من المقدورات، ومحيطًا بذات السِّرِّ بجميع أنواع الذوات، ومرتبًا للبدن مع النفس، والقلب مع العقل، والروح مع السر، والأمر مع البصيرة، والعقل الأول الممتد عن الروح الأكبر المنفصل عن السر الأعلى».
وقال الشيخ أبو الحسن }: «اللهم ارزقني من كنز (لا حول ولا قوة إلا بالله)؛ فإنها كنز من كنوز الجنة، واضربني بها ضربًا تمحق به من قلبي كل قوة، وأغنني بذلك الرزق عن ملاحظة النفس والخلق، وأخرجني به عن ذل الفقير، والتدبير والاختيار وعن الغفلة والشهوة، ومشيئة النفس والقهر والاضطرار؛ إنك على كل شيء قدير».
وقال الشيخ أبو الحسن }: «يا جامع لناس ليوم لا ريب فيه، اجمع بيني وبين طاعتك على بساط مشاهدتك، وفَرِّقْ بيني وبين هَمِّ الدنيا وهم الآخرة، ونُبْ عني في أمرهما، واجعل همي أنت، واملأ قلبي بمحبتك وبهجة أنوارك، وخشع قلبي بسلطان عظمتك، ولا تَكِلْنِي إلى نفسي طرفة عين، ولا أقل من ذلك».
وها نحن نثبت حزب سيدنا ومولانا الشيخ الإمام، قطب العارفين علم المهتدين شهاب الدين أبي العباس أحمد بن عمر المرسي }، وإن كان بعضُه من كلام شيخه الشيخ أبي الحسن الشاذلي }، وبعده نذكر حزب الشيخ أبي الحسن الشاذلي }.