فصل في دعاء الشيخ أبي الحسن الشاذلي
ومن دعائه }:
يا الله، يا فتاح، يا عليم، يا غني، يا كريم، افتح قلبي بنورك، وارحمني بطاعتك، واحجبني عن معصيتك، وامْنُنْ عليَّ بمعرفتك، وأغنني بقدرتك عن قدرتي، وبعلمك عن علمي، وبإرادتك عن إرادتي، وبحياتك عن حياتي، وبصفاتك عن صفاتي، وبوجودك عن وجودي، وبدنوك عن دنوي، وبقربك عن قربي، وبحبك عن حبي، وبصدقك عن صدقي، وبحفظك عن حفظي، وبنظرك عن نظري، وبتدبيرك عن تدبيري، وباختيارك عن اختياري، وبحولك وقوتك عن حولي وقوتي، وبجودك وكرمك وفضلك ورحمتك عن علمي وعملي؛ إنك على كل شيء قدير.
اللهم إن الدنيا حقيرة حقير ما فيها، وإن الآخرة كريمة كريم ما فيها.
وأنت الذي حقرت الحقير وكرَّمت الكريم، فأنى يكون كريمًا من طلب غيرك! أم كيف يكون زاهدًا من اختار غيرك!.
فحققني بحقائق الزهد حتى أستغني بك عن طلب غيرك، وبمعرفتك حتى لا أحتاج إلى طلبك، إلهي كيف يصل إليك من طلبك! أم كيف يفوتك من هرب منك! فاطلبني برحمتك ولا تطلبني بنقمتك، يا عزيز يا منتقم؛ إنك على كل شيء قدير.
وقال }: اللهم اسلبني عقلًا يحجبني عنك وعن فهم آياتك، وعن فهم كلام رسولك، وهب لي من العقل الذي خَصَصْتَ به أنبياءك ورسولك، والصديقين من عبادك، واهدني بنورك هداية المخصصين بمشيئتك، ووَسِّعْ لي في النور توسعة كاملة تخصني بها برحمتك؛ فإن الهدى هداك، وإن الفضل بيدك تؤتيه من تشاء، وأنت ذو الفضل العظيم.
وقال }: يا عزيز يا رحيم يا حكيم، يا غني يا كريم، يا واسع يا عليم، يا ذا الفضل العظيم، اجعلني عندك دائمًا، وبك قائمًا، ومن غيرك سالمًا، وفي حبك هائمًا، وبعظمتك عالمًا، وأسقط
البين بيني وبينك؛ حتى لا يكون شيء أقرب إليّ منك، ولا تحجبني بك عنك؛ إنك على كل شيء قدير.
وقال }: يا الله يا مجيد، يا الله يا كريم، يا بر يا رحيم، يا الله يا قوي يا متين، هب لي من رحمتك ما أحمَدك به فأكون من المؤمنين، وارزقني من لطائف العز ما أكون به قويًّا متينًا حاملًا محمولًا في العالمين، وهب لي من كرمك ما أكون به برًّا تقيًّا من الصالحين، يا رحيم يا لطيف، الطف بي لطفًا لا يدركه وَهْمُ الواهمين.
إلهي، وجدتك رحيمًا حيث لا أرجوك، فكيف لا أجدك ناصرًا وأنا أرجوك! من لي إذا قطعتني! ومن لي إذا لم ترحمني! فصِلْنِي من حيث تعلم ولا أعلم؛ إنك على كل شيء قدير.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا