حزب الشيخ أبي العباس
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة:1-7].
﴿اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ﴾ [البقرة:255].
﴿آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ (٢٨٥) لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ﴾ [البقرة:285-286].
﴿الم (١) اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ...﴾ [آل عمران:1-4].
﴿يَاأَيُّهَا المُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر:1-7].
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق (١) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [القلم:1-5].
﴿الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ القُرْآَنَ (٢) خَلَقَ الإِنْسَانَ (٣) عَلَّمَهُ البَيَانَ (٤) الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (٥) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (٦) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ المِيزَانَ (٧) أَلَّا تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ(٨)﴾ [الرحمن: 1-8]، ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن:78].
«سبحان ربي العظيم» [ثلاثًا].
﴿سَبَّحَ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى الله تُرْجَعُ الْأُمُورُ (5) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [الحديد:1-6].
﴿هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (٢٢) هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلَامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ [الحشر:22-24].
﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:1-4].
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق:1-5].
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلَهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:1-6].
اللهم يا من كذلك وعلى ما وصفه به عباد الله المخلصون من النبيين
والصِّدِّيقِينَ والشهداء والصالحين، والعلماء والموقنين، والأولياء المقربين، من أهل سماواته وأرضه، وسائر الخلق أجمعين أسألك بها، وبالآيات والأسماء كلها وبالعظيم منها، والأم والسيدة وبخواتيم سورة البقرة، وبالمبادئ والخواتيم، وتأمين على الموافقة، وبحاء الرحمة ومِيمَي المُلك ودال الدوام.
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ الله وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح:29].
«أَحُونُ قَافَ أَدُمَّ حُمَّ هَاءٌ أَمِين» ﴿كٓهيعٓصٓ﴾ [مريم:1] اغفر لي، وارحمني برحمتك التي رحمت بها أنبياءك ورسلك، ولا تجعلني بدعائك رَبِّ شقيًّا، وإني خفت وأخاف أن أخاف، ثم لا أهتدي إليك سبيلًا، فاهدني إليك وأَمِّنِّي بك من كل خوف ومُخَوِّف في الدين والدنيا والآخرة؛ إنك على كل شيء قدير.
اللهم يا بديع السماوات والأرض، يا قيوم الدارين، ويا قيوم كل شيء، يا حي يا قيوم يا إلهنا، لا إله إلا أنت، كن لنا وليًّا ونصيرًا، وآمِنَّا بك من كل شيء؛ حتى لا نخاف إلا أنت، واجعلنا في جوارك، واحجبنا بالذي حجبت به أولياءك، فتَرى ولا يراك أحد من خلقك، واصبب علينا من الخير أكْمَلَه وأجمله، واصرف عنا من الشر أصغره وأكبره.
﴿طسٓ...﴾ [النمل:1]، ﴿حمٓ (1) عسٓقٓ﴾ [الشورى:1-2]، ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن:19-20].
اللهم إنا نسألك الخوف منك، والرجاء فيك، والمحبة لك، والشوق إليك، والأنس بك، والرضى عنك، والطاعة لأمرك على بساط مشاهدتك، ناظرين منك إليك، وناطقين بك عنك، لا إله إلا أنت سبحانك، ربنا ظلمنا أنفسنا وقد تبنا إليك قولًا وعقدًا؛ فتُب علينا جودًا وعطفًا، واستعملنا بعمل ترضاه، وأصلح لنا في ذريتنا، إنَّا تُبْنَا إليك، وإنَّا من المسلمين، يا غفور يا ودود يا رحيم، اغفر لنا ذنوبنا، وقربنا بودك، وصِلْنا بتوحيدك، وارحمنا بطاعتك، ولا تعاقبنا بالفترة ولا بالوقفة مع شيء دونك، واحملنا على سبيل القصد، واعصمنا من جائرها؛ إنك على كل شيء قدير.
اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، اجْمَعْ بيننا وبين الصدق والنية والإخلاص، والخشوع والهيبة، والحياء والمراقبة، والنور واليقين، والعلم
والمعرفة، والحفظ والعصمة، والنشاط والقوة، والستر والمغفرة، والفصاحة والبيان، والفهم في القرآن، وخُصَّنَا منك بالمحبة والاصطفائية والتخصيص والتولية، وكُنْ لنا سمعًا وبصرًا ولسانًا وقلبًا وعقلًا ويدًا ومؤيدًا، وآتنا العلم اللدني والعمل الصالح والرزق الهني الذي لا حجاب به في الدنيا، ولا حساب ولا سؤال ولا عقاب عليه في الآخرة على بساط علم التوحيد والشرع سالمين من الهوى والشهوة والطبع.
وأدخلنا مدخل صدق، وأخرجنا مخرج صدق، واجعل لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا.
يا علي يا عظيم يا حليم، يا سميع يا بصير، يا مريد يا قدير، يا حي يا قيوم يا رحيم، يا من هو هو هُوْ يا هُوْ، أسألك بعظمتك التي ملأت أركان عرشك، وبقدرتك التي قدرت بها على خلقك، ورحمتك التي وسعت كل شيء، وبعلمك المحيط بكل شيء، وبإرادتك التي لا ينازعها شيء، وبسمعك وبصرك القريب من كل شيء، يا من هو أقرب إِلَيَّ من كل شيء، قد قَلَّ حيائي وعظُم افترائي وبَعُد منائي واقترب شقائي، وأنت البصير بمحنتي وحيرتي وشهوتي وسوأتي، تعلم ضلالتي وعمايتي وفاقتي وما قبح من صفاتي، آمنت بك وبأسمائك وصفاتك وبمحمد رسولك؛ فمن ذا الذي يرحمني غيرك، ومن ذا الذي يسعدني سواك، فارحمني وأرني سبيل الرشد، واهدني إليه سبيلًا، وأرني الغي وجَنِّبْنِي إياه سبيلًا، واصحبني منك الحق والنور والحكم والصدق والبيان، واحرسني بنورك يا الله يا نور يا حق يا مبين.
اللهم إني أمسيت وأنا أريد الخير وأكره الشر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فاهدني بنورك لنورك فيما يَرِدُ عنك، وفيما يصدر مني إليك، وفيما يجري بيني وبين خلقك، وضَيِّقْ عَلَيَّ بقربك، واحجبني بحجب عزتك وعز حجبك، وكن أنت حجابي؛ حتى لا يقع شيء مني إلا عليك، وسَخِّرْ لي أمر هذا الرزق، واعصمني من الحرص والتعب في طلبه، ومن شغل القلب وتَعَلُّقِ الهم به، ومن الذُّلِّ للخلق بسببه، ومن التفكر والتدبير في تحصيله، ومن الشح والبخل بعد حصوله، وما يعرض في النفس من ذلك، وتخلقه بقدرتك على علمك وإرادتك، ومن ضرورات الحاجات إلى خلقك، واجعله سببًا لإقامة العبودية ومشاهدة أحكام الربوبية، وهَبْ لي حَفْنة من حفناتك، ونورًا من أنوارك، وذكرًا من أذكارك، وطاعة من طاعات
أنبيائك، وصحبة لملائكتك، وتَوَلَّ أمري بذاتك، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك، واجعلني حسنة من حسناتك، ورحمة بين عبادك، تهدي بها من تشاء إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور.
اللهم اهدني لنورك، وأعطني من فضلك، وامنعني من كل عدو هو لك، ومن كل شيء يَشْغَلُنِي عنك، وهَبْ لي لسانًا لا يفتُر عن ذكرك، وقلبًا يسمع بالحق منك، وروحًا يكرم بالنظر إليك، وسرًّا مُمَتَّعًا بحقائق قربك، وعقلًا خامدًا بحلال عظمتك، وزَيِّنْ ما ظهر وما بطن مني بأنواع طاعتك، يا سميع يا عليم يا عزيز يا حكيم.
اللهم كَمَا خلقتني فاهدني، وكما أمتَّنِي فأحيني، وكما أطعمتهم فأطعمني واسقني، ومرضي لا يخفى عنك فاشفني، وقد أحاطت بي خطيئتي فاغفر لي، وهب لي علمًا يوافق علمك، وحكمًا يصادف حكمك، واجعل لي لسان صدق بين عبادك، واجعلني من ورثة جنتك، ونَجِّنِي من النار، وأدخلني الجنة حالًا ومآلًا برحمتك، وأرني وجه محمدٍ نبيك، وارفع الحجاب فيما بيني وبينك، واجعل مقامي عندك دائمًا بين يديك، وناظرًا بك إليك، وأسقط البين عني حتى لا يكون بينٌ بيني وبينك، واكشف لي عن حقيقة الأمر كشفًا لا طلب بعده لعبدك، مع المزيد المضمون بكريم وعدك.
«إنك على كل شيء قدير»
يا الله يا عزيز يا حكيم، إنك قد أيَّدْتَ من شئت بما شئت على ما شئت؛ فأيدنا بنصرك لخدمة أوليائك، ووسع صدورنا لمعرفتك عند ملاقاة أعدائك، واجلب لنا من رضيت عنه حتى نخضع له ونذل، كما جلبته لمحمد رسولك، واصرف عنا كيد من سخطت عليه، كما صرفته عن إبراهيم خليلك، وآتنا في الدنيا أجرنا بالعافية من أسباب النار، ومن ظلم كل جائر جبار، وسلامة قلوبنا من جميع الأغيار، وبَغِّضْ لنا الدنيا، وحَبِّبْ لنا الآخرة، واجعلنا فيها من الصالحين.
«إنك على كل شيء قدير»
يا الله يا عظيم، يا سميع يا عليم، يا بر يا رحيم، عبدك قد أحاطت به خطيئاته وأنت العظيم، وندائي كأنه لا يسمع وأنت السميع وقد عجزت عن سياسة نفسي وأنت العليم، وأنى لي برحمتها وأنت البر
الرحيم، كيف لا يكون ذنبي عظيمًا مع عظمتك! أم كيف تجيب من لم يسألك، وتترك من سألك! أم كيف أسوس نفسي بالبِر وضعفي لا يغرب عنك! أم كيف أرحمها بشيء وخزائن الرحمة بيدك!.
إلهي، عظمتك ملأت قلوب أوليائك، فصغر لديهم كل شيء، فاملأ قلبي بعظمتك حتى لا يصغر ولا يعظم لديه شيء، واسمع ندائي بخصائص اللطف؛ فإنك السميع من كل شيء.
إلهي، ستر عني مكاني منك متى عصيتك، وأنا في قبضتك واجترحت ما اجترحت، فكيف بالاعتذار إليك!.
إلهي، معصيتك نادتني بالطاعة، وطاعتك نادتني بالمعصية، ففي أيهما أخاف وفي أيهما أرجو! إن قلت بالمعصية قابلتَني بفضلك فلم تدع لي خوفًا، وإن قلت بالطاعة قابلتني بعدلك فلم تدع لي رجاء، فليت شعري كيف أرى إحساني مع إحسانك! أم كيف أجهل فضلك مع عصيانك!.
«ق . ج» سِرَّانِ من سرك، وكلاهما دالَّان على غيرك، فالشر الجامع الدال عليك لا تدعني لغيرك.
«إنك على كل شيء قدير»
يا الله، يا فتاح، يا غفار، يا منعم، يا هادي، يا ناصر، يا عزيز، هَبْ لي من نور أسمائك ما أتحقق به حقائق ذاتك، وافتح لي واغفر وأنعم علي، واهدني وانصرني وأعزني، يا معز يا مذل ولا تذلني بتدبير مالك، ولا تشغلني عنك بما لك، فالكل كلك، والأمر أمرك، والسر سرك، عدمي وجودي ووجودي عدمي، فالحق حقك والجعل جعلك، ولا إله غيرك، وأنت الحق المبين، يا عالم السر وأخفى، يا ذا الكرم والوفا، علمُك قد أحاط بعبدك، وقد شقي في طلبك؛ فكيف لا يشقى من طلب غيرك، تَلَطَّفتَ بي حتى علمت أن طلبي لك جهل وطلبي لغيرك كفر، فأجرني من الجهل واعصمني من الكفر، يا قريب أنت القريب وأنا البعيد، قربك آيسني من غيرك، وبعدي عنك رَدَّنِي للطلب إليك؛ فكن لي بفضلك حتى تمحو طلبي بطلبك يا قوي يا عزيز.
«إنك على كل شيء قدير»
اللهم لا تعذبنا بإرادتنا وحب شهواتنا؛ فنشتغل أو نُحْجَبَ أو نفرح بوجود مرادنا، أو نحزن أو نسخط أو نسلم تسليم النفاق عند الفقد، وأنت
أعلم بقلوبنا، فارحمنا بالنعيم الأكبر والمزيد الأفضل والنور الأكمل، وغَيِّبْنَا وغَيِّبْ عَنَّا كل شيء، وأشهدنا إياك بالإشهاد، وانصرنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، يا الله يا قدير يا مريد، يا عزيز يا حكيم يا حميد، إنَّا نسألك بالقدرة العظمى والمشيئة العليا وبالآيات والأسماء كلها، وبهذا العظيم منها، أن تسخر لنا هذا البحر، وكل بحر هو لك في الأرض والسماء والمُلك والملكوت، كما سَخَّرت البحر لموسى، وسخرت النار لإبراهيم، وسخرت الجبال والحديد لداود، وسخرت الرياح والشياطين والجن لسليمان، سَخِّرْ لنا كل شيء.
يا من بيده ملكوت كل شيء، وهو يجير ولا يجار عليه، يا علي يا عظيم، يا حليم يا عليم، (أَحُونُ - قَافَ - أَدُمَّ - حُمَّ - هَاءٌ - أَمِين).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل محمد وأصحابه وسلم.