سادسًا: بعض ما جاء في سورة الملك (تبارك)
ومن أوراد الصوفية الشرعيين قراءة سورة الملك بعد كل عشاء لما جاء فيها:
أ- روى الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ وَهُوَ لاَ يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْمُلْكِ حَتَّى خَتَمَهَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأبلغه. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ الْمَانِعَةُ، هِيَ الْمُنْجِيَةُ تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»([1]).
ب- وروى الثعلبي مرفوعًا: «وددت أن تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن»([2]). وهذا لما فيها من السر والمدد والاعتبار، وما لها من الشرف والأثر، وتأكيد العلاقة بالله.
جـ- وأخرج الترمذي عن أبي هريرة مرفوعًا: «إن سورة من كتاب الله عز وجل ما هي إلا ثلاثون آية- شفعت لرجل حتى أخرجته من النار يوم القيامة وأدخلته الجنة، هي سورة تبارك»([3]).
د- وعن ابن مسعود: «إذا وضع الميت في قبره، فيؤتى من قبل رجليه فَيُقَالُ: ليس لكم عليه سبيل، فإنه كان يقوم بسورة الملك على قدميه.
ثم يأتى من رأسه فيقول لسانه: ليس لكم عليه سبيل، فإنه كان يقرأ سورة الملك. ثم قال: هي المانعة من عذاب الله»([4]).
هـ- ونقل القرطبي في الأذكار: من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطنب، ومن قرأها في كل ليلة لم يضره الفتان([5]).
ولهذا اعتبرها بعض الأئمة سنة مؤكدة بعد العشاء، وبهذا أخذ جميع الصوفية الشرعيين.
([2]) أخرجه الحاكم: (753/1 رقم 2076) وقال: هذا إسناد عند اليمانيين صحيح ولم يخرجاه. والبيهقي في شعب الإيمان: (494/2 رقم 2507) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
أصول الورد اليومي