ما هو التصوف الإسلامي الصحيح؟
اشترك فضيلة الشيخ أحمد حسن مسلم عضو لجنة الفتوى، وفضيلة الشيخ عبد المنصف محمود مدير عام الوعظ والإرشاد بالأزهر في الكلمة الآتية عن التصوف الإسلامي فأنصفاه. ونشير ها هنا إلى أن فضيلة الشيخ محمد حافظ سليمان مدير الوعظ السابق، وعضو العشيرة المحمدية كان من خيرة الصوفية الشرعيين، كما أن فضيلة الأستاذ الشيخ إبراهيم الدسوقي مرعي وزير الأوقاف السابق كان من كبار الصوفية الشرعيين.
قال الشيخان:
التصوف مشتق من الصوف. وقد كان يلبسه العباد والزهاد الذين لا يميلون إلى الترف، وقدوتهم في ذلك أهل الصفة الذين قال الله فيهم: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف:28].
وأثر عن الحسن البصري صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد أدركت سبعين بدريًا كان لباسهم الصوف. وعندما سئل أبو علي الروذباري عن الصوفي: من هو؟ قال: من لبس الصوف على الصفا.
وقال معروف الكرخي المتوفى في (سنة 200هـ): التصوف هو الأخذ بالحقائق.. واليأس عما في أيدي الخلائق.
وقال بشر الحافي المتوفى (سنة227هـ): الصوفي من صفا قلبه لله.
والتصوف: لقب اصطلح الناس عليه. والمراد به: الشخص المسلم المستمسك بالكتب والسنة. وممن عرف بالتصوف في الصدر الأول الإسلامي:
أبو ذر الغفاري صلى الله عليه وسلم، إنه أمة وحده، يعيش وحده، ويموت وحده. كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. ومنهم حذيفة بن اليمان، وسلمان الفارسي فقد كان يوزع عطاءه الذي يأتيه من بيت مال المسلمين على الفقراء والمساكين، وكان يأكل من عمل يده. كان ينسج الخوص ويبيعه.
ثم جاء من بعدهم الحسن البصري الذي كان يعظ الناس ويرشدهم، وقد ربى رجالًا منهم مالك بن دينار.
ثم جاء من بعد ذلك إبراهيم بن الأدهم.
ثم ذو النون المصري المتوفي (سنة 245هـ).
ثم الإمام الجنيد، والقشيري.
والتصوف من حيث ذاته: عقيدة، وخلق، وجهاد، ودعوة. ودعائمه: الإسلام، والإيمان، والإحسان بما فيه المراقبة والمشاهدة، ومتابعة القرآن والسنة. وأهدافه: التخلي عن كل رذيلة، والتحلي بكل فضيلة، والسلوك الملتزم بطاعة الله ورسوله، وجهاد النفس، وإصلاح الباطن، والإيثار.
وليس من التصوف القول بمخالفة الحقيقة للشريعة، فهما صنوان متلازمان كالروح والجسد. وليس من التصوف تلك البدع التي انتشرت بين بعض الطرق الصوفية المعاصرة والتي تثير الدهشة والعجب، كالضرب على الدف والمزمار وآلات اللهو، والتحريف في أسماء الله، والرقص أثناء الذكر، والاختلاط بين الذاكرين والذاكرات، أو ترك الأخذ بالأسباب، والركون إلى حياة الدعة والتواكل، أو اتخاذ الطريقة حرفة للتكسب أو غير ذلك من كل محدث في الدين، ولا يتفق مع روح الشريعة السمحة الغراء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ». رواه البخاري.
حول عبادة الرغبة والرهبة أضواء مجملة على وجهة النظر الصوفية