حول عبادة الرغبة والرهبة أضواء مجملة على وجهة النظر الصوفية
قرأت كلمة عن طبيعة الجزاء الأخروي في إحدى المجلات الحبيبة([1]) وقد انتقل السيد كاتب الكلمة من موضوعها وصلبها لأدنى مناسبة، بل لغير مناسبة، إلى الكلام عن عبادة الرغبة والرهبة، ومذهب الصوفية فيها، ثم حمل الكاتب، وهو عالم كبير فاضل، على رأي الصوفية. حملة جمعت كل عصبية في كل ما سبقها في موضوعها، من كل من سبقه إلى هذا الجانب من الكتاب القدامى والمحدثين.
ويشهد الله، لو لم يكن كاتب هذه الكلمة هو كاتبها هذا لأغفلناه وألحقناه بسابقيه في انتظار لاحقيه، وما شغلنا به أنفسنا ولا قراءنا، فقد أصبح تتبع التصوف وتجديد الحملة عليه بلا جديد أمرًا مألوفًا، ينشغل به الناس عن موجات الإلحاد، واللادينية، والوجودية، والتلف العقائدي، والأخلاقي، والإعلامي المدمر ولا قوة إلا بالله، كأنا فرغنا من كفاح المتفق عليه، فلم يبق إلا المختلف فيه، ولكنها عدوى التمسلف المنحرف.
والانشغال بكفاح ما فيه خلاف عن ما لا خلاف عليه، أمر يستوقف الذهن ويستلفت النظر، ولكن حسن الظن بالكاتب الكبير([2]) يجعلنا نعتذر له عند أنفسنا وعند أمثالنا، فلا نحب أن يتصدع الصف الإسلامي، وإن أحب ذلك آخرون، وللرجل آثاره التي يرضاها الله ورسوله والمسلمون.
كانت الكلمة عن طبيعة الجزاء الأخروي كما سماها الأستاذ، وهي في نفس الوقت دفاع عن الغريزة البشرية، كما أسمى مقدمتها، ثم هجوم على (الاستعلاء الروحي) كما أسمي بقيتها: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ [البقرة:148].
والذي يعرفه الأستاذ كما نعرفه أنه ليس كل الصوفية يحتقرون البدن ويعملون على سحقه، ووجود طائفة ترى هذا الرأي فيهم لسبب أو لآخر لا يؤخذ بهم جميعهم، ومن المسلم به أن في كل طائفة غلاة ليسوا هم كل الطائفة، وقد يشفع لهم في تغاليهم حسن النية، أو الخطأ في إرادة الصواب، وحينئذ لا يكونون هم عنوان الطائفة ولا حقيقتها ولا مثلها، ولا تستحق الطائفة كلها المؤاخذة من أجلهم.
وقد وُجِدَ الغلاة بين المسلمين والنبي حي، والوحي ينزل، وقصة الصحابة الذين أرادوا صيام الدهر وترك النساء و...و... إلخ معروف لطلبة العلم، وقد نهاهم الرسول صلى الله عليه وسلم برفق وحكمة. ثم لماذا لا نذكر أمثال أبي الحسن الشاذلي، وشمس الدين الدمياطي، وعبد الله بن المبارك، ممن جمعوا بين التصوف والحياة؟ وهم كثرة كاثرة في الماضي والحاضر.
ثم لماذا نأخذ التصوف كله بأفراد منه، ولا نطبق هذا الحكم على بقية المذاهب؟ وإلا كان من حقنا أن نطالب بمؤاخذة السيد الكاتب نفسه لأنه كان يومًا من جماعة معروفة وبرغم فضلها كان فيها غلاة معروفون.
هذا أولًا، أما ثانيًا:
فإن الصوفية لم يحقروا عبادة الرغبة والرهبة، بل هي عندهم أساس العبادة المجردة. ولم يأت على لسان أحدهم ولا إحداهن تصريح بذلك الاحتقار أو إشارة إليه فيما نعرف؛ فإنه لا تنافي أبدًا بين الوجهتين عقلًا أو شرعًا.
على أن اختيار رأي على رأي لا يكون معناه احتقار الرأي الآخر، وإلا فقد سلمنا بأن اختيار بعض أئمة الفقه مثلًا لما ترجح عندهم بدليله يعني احتقار ما ذهب إليه الآخرون، وأن اختيار المصلي سورة أو آية ليقرأ بها في صلاته، يعني أنه يحتقر بقية القرآن كله وليس كذلك -قط-.
ثم إن المفاضلة بين شيئين معناها أن هناك فاضل وأفضل منه في رأي المُفَاضِل، فلا رائحة للاحتقار هنا على الإطلاق، وهكذا لا نرى في مذهبهم ما يوجب كل هذه الثورة، إلا أن تكون لسبب نحب أن ننزه عنه الأخ الكريم.
أما ثالثًا:
فإن لمن اختاروا العبادة المجردة عن الرغبة والرهبة وجهة نظر تستوجب الإنصاف، فهم مثلًا لا يغمزوا غيرهم في عبادتهم، ولم يمنعوها كما قدمنا، ولكنهم:
1- أقروا عبادة الرغبة والرهبة، وآمنوا بها ومارسوها، ثم طلبوا بعدها ما ترجح عندهم أنه أفضل وأكمل، أو ما هو عندهم ثمرة طيبة لعبادة الرغبة والرهبة، فهم قد انتقلوا من طور إلى طور تلقائي في مراقي السلوك إلى الله.
فإنهم يرون أن الله تعالى بحق الألوهية مستحق للعبادة بالذات لا بالسبب، وأنه أهل للعبادة ولو لم يتفضل على عباده بالجزاء، فرارًا من اللحاق بمن يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير، اطمأن به، وإن أصابته فتنة، انقلب على وجهه.
2- اختاروا العبادة المجردة تخلصًا من شبهة الانشغال بالمخلوق عن الخالق، وبالأثر عن المُؤَثِّرِ، والانشغال بشيء عن شيء فيه تفصيل لما انشغل به المرء عن غيره، وهم لا يفضلون الانشغال عن الله بشيء، فقد يكون ذلك الجريمة الموبقة.
3- اختاروا هذه العبادة خروجًا من شبهة المُعَاوَضَة، وهي عندهم علة قادحة، فإن من يُقَدِّر الله حقه لا ينبغي أن يعامله على أساس حساب الأرباح والخسائر، فالتجارة معه تعالى تقوم على أساس العبودية، ومقتضاها التسليم للمعبود، واختصاصه وحده بالتقدير الأنزه ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [البيِّنة:5]، ﴿أَلَا للهِ الدِّينُ الخَالِصُ﴾ [الزُّمر:3]. والنظر إلى غيره تعالى في عبادته، رغبًا أو رهبًا، قد تصبح علة من دون هذا الإخلاص لا محالة عند بعض الناس.
4- إن الرتبة التي اختارها أهل العبادة المجردة ليست غريبة على دين الله إطلاقًا، فإن الله تعالى يقول: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس:26]، أي أن هناك شيء وراء الحسنى لعله خير منها، وإلا لما استحق الإشارة إليه. ولعله الشيء الذي يصفه الله تعالى فيقول: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [التوبة:72]، أي أكبر من جنة عدن، ومساكن طيبة السابق ذكرها في الآية. وذلك هو ما يطلبه السادة عليهم الرضوان.
5- إن الجنة والنار من خلق الله، فهي أثر لصفاته، أو هي مفعولات له، والقيام مع الذات قيام بالتالي مع أثرها، وطلب الذات لقداستها طلب لطيب آثارها بالتبعية الضرورية، هنا يصح الاستغناء عن طلب الأثر بطلب المُؤَثِّر فيتحصل الجمع بين الخيرين، وليس كذلك حين يُكْتَفَى بطلب الأثر وحده.
يا سبحان الله! من وجد الله فأي شيء فقده؟! ومن فقد الله فأي شيء وجده؟! أليس الله بكاف عبده؟
6- إن هؤلاء السادة وقفوا عند قوله تعالى ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء:114]، فهو لم يقل ابتغاء الجنة أو النار هنا، بل الغاية هي مرضاته وكفى، ومثله قوله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ﴾ [البقرة:207]، وقوله تعالى ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ﴾ [البقرة:265] وقوله تعالى ﴿إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي﴾ [الممتحنة:1].
فأملهم الأول والأخير أن يرضى عنهم، وفي رضاه حسن الجزاء الذين يرضونه ويرضاه، لا أن يساوموه سلعة بسلعة، فلعل هذا مما لا يتوفر فيه كل أدب العبودية أحيانًا.
7- كيف يعاب عليهم مذهبهم في العبادة الخالصة لوجه الله تعالى، لا الجنة يؤتونها، أو النار يصلونها، وقد قرءوا قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ﴾ [الرعد:22]. نعم، (ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) الذي هو أفضل من الجنة بكل ما فيها.
وقد مدح الله أهل هذا المقام ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ [الليل:17-21].
فالآية نص في أن من ابتغى وجه ربه وحده بالخير الذي يأتيه هو (الأتقى)، و(الأتقى) غير (التقي). ولا تنافي حين يطلب (التقي) الجنة، ويطلب (الأتقى) رب الجنة، فيحصل (الأتقى) على الهدفين معًا. وفي أحاديث تجلي الله على عباده في الجنة خير دليل.
تأمل قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف:28]، وقوله ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الأنعام:52] لا يريدون إلا وجهه.
8- لا أدري أي عارٍ على من يجعل حب الله فوق حب المألوه، فلا يوازن بينهما ولا يقتاس عليهما، وفي الحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»([3]).
وهؤلاء قد أحبوا الله فوق حبهم للجنة، وخافوه فوق خوفهم من النار، أليس الله تعالى يقول: ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾[البقرة:165]، ثم هو تعالى يقول: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى﴾ [النَّازعات:40] فالخوف الحقيقي لمقام الله، خالق النار هو خوف من النار -أيضًا-، وهو يقول: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ [الرَّحمن:46]؛ لأنه جمع بين خوفه تعالى وخوف ناره بخوفه، وهو يقول: ﴿لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالغَيْبِ﴾ [المائدة:94]، ولا كذلك من يخاف ناره فهو لا يخاف ذاته لولا النار؛ ولذلك كان هذا شأن الملائكة، كما قال تعالى ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [النحل:50] أي من أجله هو، لا من أجل شيء آخر.
فالسادة رضى الله عنه يدعون ربهم خوفًا وطمعًا، ورهبة، ورغبة ذاتية غير معلولة، ولا موقوفة، ولا مدخولة بالنظر إلى ثواب أو عقاب، فإنما هو التفات يجدون فيه حرصًا ينأى بهم عن الدين الخالص، وابتغاء الوجه العظيم.
وهو بالتالي نظر إلى الأعمال، ولن يدخل أحد الجنة بعله كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
9- أما أن الله بلغ عن بعض السادة أنهم يعبدونه خوفًا، وطمعًا، ورغبًا، ورهبًا، فإنما هي قلوب الخواص التي تجعل الرغب والرهب مُوَجِّهًا إلى ذاته فتصيب الخيرين معًا. وحتى على الوجه البسيط فإنه لا تنافي ولا مفاضلة، فإن اختصاص أحد الوجهين بالذكر لا يمنع الوجه الآخر.
ثم أية عبادة تلك التي يضمن العبد كمالها حتى يطالب الله بثمنها مهما بالغ فيها ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الزُّمر:67]. وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترف بأن العبد لا يبلغ من حق الله ما الله أهله، فيقول صلى الله عليه وسلم: «سبحانك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».
أليس يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف:28]، ويقول ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الأنعام:52] لايريدون شيئًا آخر، تأمل كثيرًا قوله: (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ).
وهكذا نرى أنه لا منافاة أبدًا بين ما يرى الكاتب وسابقوه ولاحقوه، وبين ما يرى هؤلاء السادة من تنزيه للألوهية، ووزن للعبودية، وعمق في الفكرة، وتأصيل للمذهب كما قدمنا.
فهذ صحيح وهذا صحيح. وغفر الله لإخواننا الذين كافحوا المناكر فلم يبق منها إلا عبادة الرغبة والرهبة، بدل من عبادة الذات المستوجبة للرغبة والرهبة! على أن هذا المعنى على عمقه، وتساميه، ودقة مراميه لم يعد الآن أكثر من أثر لا نعرف أحدًا هو أهل له اليوم، فيؤمن به ويعمل به، فقد يكون مما ذهب أهله وزمانه إلا من شاء الله.
إنَّ مَن طَلَبَ الله ضَمِنَ الْجَنَّة |
فَمَن وَجَدَ اللهَ مَا فَقَدَ شَيْئا |
وَمَن فَقَدَ اللهَ مَا وَجَدَ شيئا |
فغير الصوفية وقفوا عند الحسنى بحكم التزام المُعَاوَضَة، أما الصوفية فقد تخطوا (الحسنى) إلى الزيادة بحكم الحب، والأمل الفسيح، والتفويض المطلق.
أولم يقل الله عن أحبابه ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس:26]. إذن فهناك ما هو فوق (الحسنى) وهو ما يطلبه الصوفية في مقام البسط والرجاء لا في سوق الأخذ والعطاء، والبيع والشراء.
لا إنكار على الطرف الآخر، ولكن السادة في طموح إلى مشارف ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [التوبة:72]، فقد عملوا ابتغاء مرضاته، وإرادة وجهه.
والسلوك إلى الله مراتب، وسبل، وهمم، وتعدد، وتأتلف، ثم لا تتبدد ولا تختلف ﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ [الصَّفات:164].
اللهم إنا نحبك لك، ونعبدك لك، ونستعينك حتى لا يخالطنا في إرادة وجهك ما ليس لك.
([3]) أخرجه البخاري: (15)، ومسلم: (44/70) عن أنس بلفظ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ». وعند أحمد عن جد زهرة بن معبد بلفظ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ».
من أعماق معاني آية ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]