التعبد بالأسماء الحسنى لدى الطريقة المحمدية الشاذلية
إن مما اختصت به الطريقة المحمدية التعبد بالأسماء الحسنى التسعة والتسعين كلها، سواء قطع الأسماء السبعة أو الثلاثة عشر أو لم يقطعها وذلك على النحو التالي:
أ- إما أن يضيف إلى ورده اليومي الذي ذكرناه قبلًا اسمًا منها بالترتيب كل يوم، ويذكره بالعدد الذي يذكر به الورد حتى تنتهي الأسماء الـ (99) ثم يعود فيبدأ، وهكذا.
أو أن يذكر مجموعة من الأسماء الحسنى مرة واحدة في آخر الورد اليومي، منثورة أو منظومة كل ليلة بعد الورد.
ب- فإن لم يستطع خصص لها رجب، وشعبان، ورمضان، وصدر شوال سنويًا، بحيث يذكر في كل ليلة اسمًا مع الورد بالعدد الذي يقدر عليه. ويحسن ألا تقل عن الألف حتى تنتهي، وكلما زاد في العدد زاد في الفضل.
جـ- فإن لم يستطع خصص لها رمضان وصدر شوال بحيث يذكر في كل ليلة ثلاثة أسماء مع الورد اليومي، وهذا من أهم ما يحافظ عليه إخواننا مع التأكيد عليه -والله المستعان-.
أما المجتهدون الذين تمكنهم الظروف من الإخوة والأخوات فلهم أن يكرروا الاسم الواحد من الأسماء الحسنى ما بين ألف وعشرة آلاف مرة، ويجوز أكثر من ذلك، بحيث يملأ الذكر كل أو أكثر فراغ الأخ أو الأخت، قائمًا أو قاعدًا أو ماشيًا وفي كل مكان، ثم ينتقل إلى الاسم الذي يليه بنفس العدد الذي ذكر به الاسم السابق وهكذا حتى تنتهي الأسماء الحسنى، ثم يعود مبتدئًا من جديد، مع توجيه الشيخ ورعايته ما أمكن، على ألا يعطله ذلك عن مطالب دنياه وأسرته.
ملاحظتان:
الأولى: عند ذكر الأسماء المتقابلة أو المزدوجة يحسن الجمع في الذكر بين الاسمين المتقابلين مرة واحدة، كل منهما في موضعه، فيقال مثلًا: (القابض الباسط)، وكذلك (الخافض الرافع)، وهكذا (المعز المذل)، و(المحي المميت)، و(المقدم المؤخر)، و(الضار النافع)، وأمثالها في نَفَسٍ واحد أثناء التعبد، سواء كان الذكر بإثبات الألف واللام، أو بغيرهما أو بياء النداء.
الثانية: أن الله أمرنا بأن نذكره بالأسماء الحسنى كلها قال تعالى: ﴿وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف:180] فحافظ على أن تكون من أهل هذا الخطاب، واسأل الله ألا يحرمك سره ومدده. أما السادة الذين يكتفون بالأسماء السبعة المشهورة أو الثلاثة عشرة -فقط- كما قدمنا؛ فلهم في ذلك اجتهاد خاص، حيث يرون أنها تجمع معاني وأسرار بقية أسماء الله، والله أعلم.
قضية الخلوة إلى الله