معلومات مبدئية عن الطريقة المحمدية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ [الأنعام:162].
1- الطريقة المحمدية طريقة صوفية سلفية شرعية مستنيرة معترف بها رسميًا، أساسها علم الكتاب والسنة. وهي تنسب إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بسلسلة الإمام الشاذلي، ظاهرًا من طريق الأشياخ، وباطنًا من طريق التلقي الروحي عن الحضرة النبوية المشرفة و﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام:124].
2- سند الطريقة: شاذلي أصيل من طريق الإمام ابن ناصر الدرعي الشاذلي الذي ينتهي إليه أكثر فروع السادات الشاذلية المباركة، فهي أخت شقيقة لكل السادات الشاذلية الشرعية على اختلاف الفروع والتسميات، وسندها متصل بجميع إسنادها سلوكًا وتبركًا ولله الحمد. راجع إجازة الطريق، والدليل المجمل، والبيت المحمدي.
3- وللطريقة أنساب أخرى للتيمن والتبرك والسند متصلة بالأقطاب الأربعة: الإمام الرفاعي، والجيلاني، والبدوي، والدسوقي، ثم بالسادات الخلوتية، والنقشبندية، والتيجانية، والكتانية وغيرهم من المعتصمين بالكتاب والسنة، ولهذا نحن نحب جميع الطرق الشرعية ونتبرك بها وبأشياخنا، أحياء ومنتقلين، ونعتبر نحن جميعًا أبناء عمومة روحية في الله بلا تعصب ولا تفريق، ولا نزكي على الله أحدًا.
4- وكما لا نفرق بين أحد من رسله تعالى لا نفرق بين أحد من أوليائه الصالحين، ولكننا نترك الحكم بالأفضلية بينهم إلى الله الذي لا يعلم الغيب سواه، فإن المقتحم على الغيب كذاب، وإن كنا لا نفضل على أشياخنا أحدًا بحكم واجب الأبوة المقدسة، وحقوق الأدب والوفاء، وأمانة الدعوة، فإننا لا ندعي أن الله لم يعط غيرهم ما أعطاهم، ففضل الله ليس له حدود، وليس وقفًا على شخص محدود، وقصر عطاء الله على شخص لا غيره من العباد تحكم جاهلي يبرأ منه التصوف والعلم والدين ﴿وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ [الإسراء:20].
5- ليس في طريقنا طبل، ولا زمر، ولا رقص، ولا مواكب، ولا مظاهر، ولا رايات، ولا أوشحة، ولا بدع، ولا متاجرة بالكرامات والخوارق، ولا عمائم ملونة، ولا شعوذة، ولا تبله، أو تبطل، أو تعطل، ولا قول برفع التكليف، ولا التفرقة بين الشريعة والحقيقة، أو القول بالحلول، أو الاتحاد، أو الوحدة المحرمة، إنما هو الكتاب والسنة، وعمل السلف الصالح نية وقولًا وعملًا وفكرًا وسلوكًا بقدر الإمكان.
6- طريقتنا هذه للخواص والقادة أساسًا، ثم هي لصفوة الجماهير الراشدة، ولطلاب الحقيقة والنور والدار الآخرة، فليست هي للحشد ولا المكاثرة والمفاخرة، ولا الإعلام والمراءاة والدعاوي، فإن من أهدافنا إحياء ربانية الإسلام وحكمه في الفرد والمجتمع، وبعث قوي الروح الإسلامية في كافة مطالب الحياة واتجاهاتها الخاصة والعامة، وليس هذا بالأمر اليسير.
7- أساس طريقتنا العلم بالدين وأحكامه، والثقافة العامة المتجددة، وتحري العزائم جهد الطاقة، والبدء بإصلاح الباطن، وجهاد النفس والشيطان، والإقبال على العبادة، والبذل في سبيل الله والدعوة، والحب الصادق لله ورسوله وآل بيته ومن والهم، ثم للصوفية الشرعيين ولا علاقة لنا بأي تصوف يخالف الشريعة.
8- ليس أكذب ممن ادعى الولاية والتصرف في الكون، فإن ولي الله الحق لا يعلن عن ولايته أبدًا، وإلا تعرض للسلب والطرد، وكان من أولياء الشيطان، وكرامة الأولياء حق ولكن بشروطها المقررة في دين الله، بلا إعلان ولا دعاية ولا تجارة.
9- من خالفنا فليس منا، وإن انتسب إلينا، ومسؤوليته في كل ما يأتي عليه لا علينا. إن دعوتنا حب وخلق، وعلم وعمل، وعبادة ودعوة، ودين ودنيا، وعلاقة بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومجاهدة لا تفتر ولا تنتهي في يسر وسماحة.
من كلام فضيلة الإمام السيد الرائد رضى الله عنه