• الرئيسةالرئيسة
  • طرق ومشارب
    طرق ومشارب
    • الشاذلية
    • القادرية
    • الرفاعية
    • البدوية
    • الدسوقية
    • النقشبندية
  • أعلام الصوفية
    أعلام الصوفية
    • القرن الأول
    • القرن الثاني
    • القرن الثالث
    • القرن الرابع
    • القرن الخامس
    • القرن السادس
    • القرن السابع
    • القرن الثامن
    • القرن التاسع
    • القرن العاشر
    • القرن الحادي عشر
    • القرن الثاني عشر
    • القرن الثالث عشر
    • المعاصرون
  • المكتبة
    المكتبة
    • تصفح الكتب
    • تحميل الكتب
    • أبحاث
  • شبهات
  • الصوتيات والمرئيات
    الصوتيات والمرئيات
    • دروس علمية
    • محاضرات
    • السماع
    • مجالس الذكر
    • أوراد
  • معرض الصور
  • الأخبار
  • حـول
الصوفي
  • الرئيسة
  • طرق ومشارب
  • أعلام الصوفية
    • القرن الأول
    • القرن الثاني
    • القرن الثالث
    • القرن الرابع
    • القرن الخامس
    • القرن السادس
    • القرن السابع
    • القرن الثامن
    • القرن التاسع
    • القرن العاشر
    • القرن الحادي عشر
    • القرن الثاني عشر
    • القرن الثالث عشر
    • المعاصرون
  • المكتبة
    • تصفح الكتب
    • تحميل الكتب
    • أبحاث
  • شبهات
  • الصوتيات والمرئيات
    • دروس علمية
    • محاضرات
    • السماع
    • مجالس الذكر
    • أوراد
  • معرض الصور
  • الأخبار
  • حـول

تصفح الكتب

أصول الوصول أدلة أهم معالم الصوفية الحقة من صريح الكتاب وصحيح السنة - Book

  • أصول الوصول أدلة أهم معالم الصوفية الحقة من صريح الكتاب وصحيح السنة
  • مقدمة المحقق
  • مقدمة السيد الرائد رضى الله عنه
  • تنهبيات تمهيدية
  • قضية الخلافات المذهبية
  • ذكر الله عز وجل
  • مشروعية الأحزاب والأوراد
  • من آداب تلاوة الأوراد
  • الأوراد القرآنية وأدلتها عند الصوفية
  • أولًا: بعض ما جاء في سورة الفاتحة
  • ثانيًا: بعض ما جاء في سورة الكهف
  • ثالثًا: بعض ما جاء في سورة يس
  • رابعًا: بعض ما جاء في سورة الدخان
  • خامسًا: بعض ما جاء في سورة الواقعة
  • سادسًا: بعض ما جاء في سورة الملك (تبارك)
  • أصول الورد اليومي
  • في مجالات ذكر الله
  • التعبد بالأسماء الحسنى
  • أساليب الذكر الصحيح
  • التعبد بالأسماء الحسنى لدى الطريقة المحمدية الشاذلية
  • قضية الخلوة إلى الله
  • أهم النوافل عند الصوفية وأدلتها
  • اتخاذ الشيخ شريعة وطبيعة
  • التعصب للطرق والأشياخ
  • في رحاب أهل الله
  • قضية الأقطاب
  • الفيروزآبادي والزبيدي مع الأقطاب
  • قضية الأقطاب بين العقلانية والربانية
  • قصة الخضر بين الصوفية والعلماء وموضوع الشريعة والحقيقة في ميزان الفقه العلمي
  • أحكام الكرامات والسحر والاستدراج والتصريف
  • أقسام الكرامات
  • ما هي البركة؟
  • مشروعية قراءة الفاتحة للأحياء والموتى
  • الشرك والكفر والصلاة إلى المقابر
  • الوسـيلة
  • من أحكام القبور والتبرك بأصحابها
  • تقبيل الأماكن الشريفة والمصحف
  • تقبيل القبر الشريف
  • الاستشفاء بماء جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الصحابة ومعاوية وآثار الرسول صلى الله عليه وسلم
  • مشروعية الاجتهاد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مسألة البردة والدلائل ونحوهما
  • الإنشاد الصوفي سنة نبوية ثابتة
  • المواكب الصوفية المشروعة
  • قضية الموالد وأيام الله بين الشريعة والتاريخ والأمل
  • مقترحات بالغة الأهمية
  • الاحتفال بالذكريات بوجه عام
  • مع سادتنا الشاذلية
  • حكم تقيبل الأيدي وغيرها في شرع الله
  • مشروعية اتخاذ السبحة
  • حكمة الله في تعدد الطرق الشرعية إليه
  • توجيه حديث افتراق الأمة
  • من هم أهل السنة؟ أهل السنة هم كل أهل القبلة
  • مع التصوف والتاريخ
  • ما هو التصوف الإسلامي الصحيح؟
  • حول عبادة الرغبة والرهبة أضواء مجملة على وجهة النظر الصوفية
  • من أعماق معاني آية ﴿إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]
  • آراء العلماء السابقين والمعاصرين في التصوف
  • التصوف وعلماء الأزهر بين التأييد والتنديد
  • ما هو الحديث الضعيف؟ وما موقف الصوفية منه؟
  • معلومات مبدئية عن الطريقة المحمدية
  • من كلام فضيلة الإمام السيد الرائد رضى الله عنه
الصفحة 48 من 61

حكم تقيبل الأيدي وغيرها في شرع الله

ما كان بنا من حاجة إلى الكتابة في هذا الباب، وهو كالملحق بما عرف من الدين بالضرورة، لولا أن الطائفة المُمْتَحَنَةَ بحسن ظنها بنفسها وعلمها، ولجاجتها في سوء الظن بخلق الله وبعلمه لاتزال تجعل من هذه البسائط مثارات للجدل، ومجالات للتشغيب والمشاحنة، والتفريق بين الأمة والواحدة بإصرار، وعجرفة، وتكبر موبق وكريه.

إنه لم يعد شيء أضر على هذه الأمة في دينها ودنياها من هذا النفر المغرور المتوقح، المصر على هذه الأفكار المحنطة، والدائر حول نفسه كالنحلة فيما يدمر به وحدة الأمة، ويزهدها في دينها، وكيانها، ومُثُلِهَا، ومواريثها، ويشغلها عن الخطر المحيط بها فيخدم خصومها بما لم يكونوا يحلمون به، علم أو جهل. ولهذا نقدم هذه الخلاصة الموجزة:

أولًا: في جواز التقبيل مطلقًا:

في جواز التقبيل الخالص لوجه الله بأنواعه كلها، سواء كان تقبيل الرأس أو اليدين أو الرجلين أو الركبتين ... إلخ، ألف الإمام النووي جزءًا خاصًا، وألف الحافظ ابن المقري جزءًا خاصًا، وألف الحافظ ابن الاعرابي جزءًا، وألف الحافظ أبو الفضل الغماري جزءًا كذلك، وكلها معروفة لأهل العلم، وننصح من شاء أن يرجع إليها ليعلم ما لم يكن يعلم، فإنما هو سنة صحيحة شريفة ثابتة.

ثانيًا: في جواز تقبيل الأيدي:

1- أخرج البخاري وأبو داود عن زارع قال: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم([1]).

2- وأخرج الطبراني عن كعب بن مالك رضى الله عنه: أنه لم نزل عذره أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده يقبلها([2]).

3- وأخرج أبو داود عن عبد الله بن عمر صلى الله عليه وسلم قال: فَدَنَوْنَا مِنَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلْنَا يَدَهُ([3]).

ثالثًا: في تقبيل اليدين والرجلين:

1- أخرج الحاكم في المستدرك وصححه عن بريدة: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقَبَّل يَدَهُ وَرِجْلَهُ.

2- وأخرج النسائي، وابن ماجه، والترمذي وقال حسن صحيح عن صفوان رضى الله عنه في قصة اليهوديين اللذين سألا النبي صلى الله عليه وسلم عن تسع آيات بينات فأجابهما، فَقَبَّلاَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. صححه الحاكم -أيضًا-([4]).

3- وأخرج البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح: أن عليًا رضى الله عنه قبل يد العباس ورجليه([5]).

فليس من خصائص الرسول وحده.

4- وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي: في قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ [المائدة:101] أن عمر قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل رجله.

5- وأخرج البخاري في الأدب، وأحمد، وأبو داود، وابن الاعرابي في جزئه، والبغوي في معجمه: أن وفد عبد القيس لما قدموا المدينة قبلوا يد النبي صلى الله عليه وسلم ورجليه.

وقد حَسَّنه ابن عبد البر، وجوَّده الحافظ ابن حجر، وأخرجه كذلك أبو يعلى، والطبراني، والبيهقي بإسناد جيد.

6- وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف بين زوج وزوجته، فأتته المرأة فقبلت رجليه. تأمل... المرأة!

رابعًا: في جواز تقبيل الرأس والركبتين:

1- في الصارم المسلول لان تيمية (تأمل...ابن تيمية) مما أخرجه ابن الأعرابي والبزار: أن رجلًا شهد معجزة الشجرة التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عادت، قال: فقام فقبل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه.

وفي رواية ابن الأعرابي: استأذن الرجل، فأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم فقبل رأسه ورجليه.

وفي هذا الحديث الثابت جواز تقبيل الرأس -أيضًا- بإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبح مندوبًا أو مستحبًا.

2- وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن كعب بن مالك قال: لما نزلت توبتي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقبلت يديه وركبيته.

وهنا -أيضًا- مشروعية تقيبل الركبتين.

ولما كان النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، فهو أب لكل مسلم، صح تقبيل أيادي الوالدين ورءوسهم وأرجلهم بخاصة اعترافًا بفضلهم، وتقديرًا لحقوقهم.

خامسًا: النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الصحابة ويعانقهم:

1- أخرج الترمذي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل زيد بن حارثة رضى الله عنه حين قدم المدينة بعدما عانقه([6]).

2- وأخرج أبو داود، والبيهقي في الشعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ابن عمه جعفر بن عبد المطلب بين عينيه([7]).

3- نقل ابن عابد الأنصاري في المجموع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أبا بكر بعد أن عانقه في حضرة علي وغيره.

فيؤخذ من هذا أن معانقة الأخ أخاه وتقبيله إياه عمل من السنة النبوية الشريفة، وفيها ما فيها من تثبيت المحبة، وتأكيد الود، وحسن اللقاء الذي هو أفضل القِرَى، وأبلغ التحايا، وبه تزول الأحقاد، وتتزايد الأخوة، ويضاعف الأجر، وتتم القدوة بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما سيأتي.

سادسًا: الصحابة وغيرهم يقبلون -أيضًا-:

1- أخرج الطبراني عن يَحْيَى بن الْحَارِث -رضى الله عنه- بسند قال الهيثمي: رِجاله ثقات، قَالَ: لَقِيتُ وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ، فقلت: بَايَعْتَ بِيَدِكَ هَذِهِ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: أَعْطِنِي يَدَكَ أُقَبِّلُهَا، فَأَعْطَانِيهَا فَقَبَّلْتُهَا([8]). يعني التماسًا للبركة. وهو عام في تقبيل أيدي الصالحين العلماء كما رأيت.

نقل الحافظ ابن حجر في الإصابة وغيره عن الشعبي رضى الله عنه: أن زيد بن ثابت رضى الله عنه قَبَّل يد ابن عباس رضى الله عنه لما أخذ ابن عباس بركابه، وقال زيد: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا. يعني تقديرًا للجمع بين الشرف والصلاح.

3- نقل الشيخ الأنصاري أن مسلم بن الحجاج قبل بين عيني البخاري، وحاول تقبيل رجله([9]). يعني تقديرًا للعلم، والفضل، والصلاح.

4- ونقل الطبري في الرياض عن ابن رجاء العطاردي: أنه دخل المدينة فرأى عمر يقبل رأس أبي بكر في مجمع من الناس فرحًا بنجاح حرب الردة.

ويؤخذ من هذه النقول ونحوها أن الصحابة كانوا يتبادلون تقيبل أيدي بعضهم بعضًا، وأنهم أمروا بذلك كما فعل زيد بن ثابت تبركًا وتقديرًا للعلم والدعوة، والشرف النبوي، وتدريبًا على التواضع ونسيان النفس، أي لوجه الله تعالى.

وكانوا كذلك يقبل بعضهم رءوس بعض كما رأيت.

وقد أخرج ابن الأعرابي، وابن المقري في جزءيهما، وعبد الرزاق في المنصف، والخرائطي في المكارم، وأخرجه البيهقي وابن عساكر بإسناد على شرط مسلم، وله إسناد على شرط الشيخين: أن أبا عبيدة قبل يد عمر عند عودته من الشام. فكان تميم بن سلمة يعد تقبيل يد أهل الفضل سنة، فاعتبروا يا أولي الألباب.

سابعًا: التقبيل لأيدي الوالدين والأولاد:

1- أخرج أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بطن الحسن بن علي.

كما ثبت أنه كان يقبله ويقبل الحسين رضي الله عنهما، وكان يقبل ابنته فاطمة، ويعيب من لا يفعل ذلك.

2- وأخرج أبو داود: أن أبا بكر قَبَّل ابنته عائشة حين وجدها محمومة([10]). فليس التقبيل فقط للبنين.

3- وأخرج أبو داود: أن فاطمة كانت إذا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قامت فأخذت بيده تقبلها([11]).

أي اعترافًا بحق الأبوة، وحق البنوة.

ويؤخذ من هذه النقول ونحوها أن تبادل التقبيل بين الآباء والأبناء من السنة الشريفة كُلٌ بما هو أهله للحكمة التي تستوجبه، مما يضاعف المحبة، والرحمة، والمودة في الأسرة.

وفي الحديث الثابت: أن رجلًا حدث في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقبل أولاده، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَوَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ نَزَعَ مِنْ قُلوُبكُم الرَّحْمَةَ»([12]).

وقصة الرجل الذي عزله عمر من الولاية، لأنه استنكر أن يبقل عمر أبناءه، قصة مشهورة.

ثامنًا: أنواع أخرى من التقبيل:

1- أخرج البخاري وأحمد: أن أبا بكر قبل وجه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته([13]).

2- وأخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي، ابن ماجه، ونسب إلى البخاري -أيضًا-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل سيدنا عثمان بن مظعون بعد موته([14]).

3- وأخرج ابن الأعرابي عن جابر: أنه استشهد أبوه في أحد فكشف عن وجهه وقبله.

تاسعًا: كلمة خاتمة:

1- هكذا رأيت أن كل الآثار الثابتة أجمعت على أنه لا اعتراض قط على تقبيل أيدي الوالدين لحقهم، وأيدي الشيوخ لبركتهم، وأيدي العلماء لكرامتهم، وأيدي الصالحين لصالحهم، ويلحق بذلك الحاكم العادل اعترافًا بفضله، وهذا نادر جدًا، كما قدمنا.

2- وأما أن يكون التقبيل من نفاق لذي مال، أو تملق لذي سلطان أو جاه، أو تذلل من أجل مصلحة، أو استدراج وتماكر لغرض هابط أو نحو ذلك، فهو السجدة الصغرى، وهو ممنوع حرام غليظ الحرمة، لما فيه من إهدار الإنسانية، والعبث بالقيم الرفيعة، واللعب بالدين، والخلط الفاسد بين الطيب والخبيث.

وقد يستثنى من ذلك موقف دفع الضرر المتيقن، فيكون ملحقًا بحكم الاضطرار ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة:173].

أما رجل يحب أن يقبل الناس يديه فقد سقط من عين الله وعين الناس، فإنما تُقَبَّل أيدي الصالحين وهم كارهون يستغفرون، ويخافون سوء العاقبة.

عاشرًا: حكمة تبادل التقبيل عند الصوفية:

في تبادل الصوفية تقبيل أيديهم أو رءوسهم أو أكتافهم تربية للنفس علىٰ التواضع، وتحقيق لحسن الظن، يتبرك منهم الكبير بالصغير، والعكس، وإذابة الفوراق الفانية، وحظوظ النفس الأمارة، وقتل للكبر الكامن في الباطن، وتأكيد لمزيد من المحبة والود، والارتباط الروحي بين الجماعة، وإحياء للسنة النبوية الشريفة. كما رأيت.

فإذا عانقوا في الله كان لهم من الفضل والأجر بمقدار ما يحمله كل منهم من إخلاص، وصدق، ووفاء. وبهذا يضربون للناس أمثال الأدب العالي، والخلق الرفيع.

وفيما عدا ذلك فهم أعز الناس على الله وعلى الناس، وعلى أنفسهم، والعزة شيء غير الكبر، وغير الحمية الجاهلية، فإنما هم يتمثلون قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب:21].

ويقول الشاعر:

يدٌ قَبَّلْتها لله

* نِلْت الشكر والأجرا

فإن قبلتها للناس

* فهي السجدة الصغرى

حادي عشر: أحاديث المنع من التقبيل:

1- روى الترمذي: قِيل: يَا رَسُولَ الله أَيَنْحَنِي الرَّجُلُ لِأَخِيهِ؟ قَالَ: «لاَ». قَالَ: أَفَيَلْتَزِمُهُ -يعانقه- وَيُقَبِّلُهُ؟ قَالَ: «لاَ». قَالَ: أَفَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ»([15]).

وهو حديث ضعفه أحمد، والبيهقي، كما نقله العراقي في المغني، وفي سنده حنظلة، قال فيه أحمد، والنسائي، وابن معين: ضعيف. وزاد أحمد: إنه يروي مناكير فلا يعمل بحديثه. فسقط هذا الحديث.

أما حديث الطبراني، وأبو يعلى، وابن عدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم جذب يده أراد تقبيلها. ونهى عن ذلك فمكذوب، وهذا الحديث نقله ابن الجوزي في الموضوعات فلا يؤخذ به.

وعلى فرض صحة هذين الحديثين فهما محمولان على التقبيل لغرض هابط أو للتعظيم والتقديس لا للمحبة والاحترام والتبرك.

ثم هي لا تعارض أحاديث مشروعية التقبيل، وقد كادت تصل إلى حد التواتر، وهي لا تناقض هذا القدر الكبير من صحاح الأحاديث وحسانها، والاحتجاج بالحديثين ساقط مرفوض عند أهل العلم، والاعتصام به تشغيب وفساد.


([1])         أخرجه أبو داود: (5225).

([2])         أخرجه الطبراني في الكبير: (19/95، برقم 186).

([3])         أخرجه أبو داود: (5223).

([4])         أخرجه الترمذي: (3144،2733) وقال: حديث حسن صحيح. والنسائي: (4078)، وابن ماجه: (3705).

([5])         الأدب المفرد: (ص339 رقم 976).

([6])         أخرجه الترمذي: (2732) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَأَتَاهُ فَقَرَعَ الْبَابَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عُرْيَانًا يَجُرُّ ثَوْبَهُ. وَالله مَا رَأَيْتُهُ عُرْيَانًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَهُ.

([7])         شعب الإيمان: (6/477).

([8])         أخرجه الطبراني في الكبير: (22/94، رقم 226).

([9])         أورده النووي في تهذيب الأسماء: (1/88).

([10])        أخرجه أبو داود: (5222) عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ أَوَّلَ مَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَإِذَا عَائِشَةُ ابْنَتُهُ مُضْطَجِعَةٌ قَدْ أَصَابَتْهَا حُمَّى، فَأَتَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ أَنْتِ يَا بُنَيَّةُ؟ وَقَبَّلَ خَدَّهَا.

([11])        أخرجه أبو داود: (5217)، والترمذي: (3872) عن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ عن: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًا بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ فَاطِمَةَ كَرَّمَ الله وَجْهَهَا، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا.

([12])        أخرجه البخاري: (5998): عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ الله مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ».

([13])        أخرجه البخاري: (1241) عن عائشة قَالَتْ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ... فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ بَكَى.

([14])        أخرجه أبو داود: (3163)، والترمذي: (989) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (1456)، وأحمد: (6/56) بلفظ: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ حَتَّى رَأَيْتُ الدُّمُوعَ تَسِيلُ.

([15])        أخرجه الترمذي: (2728) عن أنس بن مالك، وقال: حديث حسن.

اِقرأ المزيد...

مشروعية اتخاذ السبحة

  • السابق
  • التالي

  • السابق
  • التالي

رسول الله ﷺ

ألبوم صور

يحيى الشَّبِيهُ بالنبي ﷺ
  • جديد الموقع
  • الأكثر قراءة
  • الدرس 45 - شرح كتاب أيها الولد - مصطفى حسني

    كتاب أيها الولد للإمام الغزالي - الداعية/ السيد مصطفى حسني
  • الدرس 44 - شرح كتاب أيها الولد - مصطفى حسني

    كتاب أيها الولد للإمام الغزالي - الداعية/ السيد مصطفى حسني
  • الدرس 43 - شرح كتاب أيها الولد - مصطفى حسني

    كتاب أيها الولد للإمام الغزالي - الداعية/ السيد مصطفى حسني
  • الدرس 42 - شرح كتاب أيها الولد - مصطفى حسني

    كتاب أيها الولد للإمام الغزالي - الداعية/ السيد مصطفى حسني
  • الطريقة القادرية – الأحزاب والأوراد والأذكار – الدكتور عامر النجار

    القادرية
  • الطريقة الشاذلية لسيدى أبى الحسن الشاذلى – الدكتور عامر النجار

    الشاذلية
  • الطريقة القادرية – الأحزاب والأوراد والأذكار

    القادرية
  • حول الموقع

    حول
  1. أنت هنا:  
  2. الرئيسة
  3. المكتبة
  4. تصفح الكتب
  5. أصول الوصول أدلة أهم معالم الصوفية الحقة من صريح الكتاب وصحيح السنة

جميع الحقوق محفوظة © لموقع شبكة وموسوعة الصوفي 2025.تصميم وتطوير مؤسسة حلول