من غَضَّ بصره فتح الله بصيرته
من غَضَّ بصره فتح الله بصيرته(*)
استلحاق: عليك -أيها المؤمن- بغض طرفك من حين خروجك إلى سبيلك إلى حين ترجع، ولتذكر قول الله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾([1])، وليعلم أن بصره نعمة من الله عليه فلا يكن لنعم الله كَفُورًا، وأمانة من الله عنده فلا يكن لها خائنًا، وليذكر قوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾([2])، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾([3])، وإذا أردت أن ترى فاعلم أنه يرى، وليعلم أنه إذا غَضَّ بصره فتح الله بصيرته جزاء وفاقًا، فمن ضَيَّقَ على نفسه في دائرة الشهادة، وَسَّعَ الله عليه في دائرة الغيب، وقال بعضهم: «ما غَضَّ أحد بصره عن محارم الله إلا أوجده نورًا في قلبه يجد حلاوة ذلك»([4]).
([4]) يؤيد ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه فيما رواه عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: «إن النظر سهم من سهام إبليس مسموم، من تركه مخافتي أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه»، وفيما رواه الحاكم في «المستدرك»: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله، أثابه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه»، ويقول أبو الدرداء رضى الله عنه: «من غَضَّ بصره عن النظر الحرام زُوِّجَ من الحور العين حيث أحب، ومن اطلع فوق بيوت الناس حشره الله يوم القيامة أعمى».
(*) العنوان من عمل المحقق.
التدبير عند أولي البصائر