وجود السبب لا ينافي التوكل
وجود السبب لا ينافي التوكل(*)
فائدة: اعلم أنَّه لا ينافي التوكل على الله في أمر الرزق وجود السبب، كما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: «فاتقوا الله وأَجْمِلُوا في الطلب»([1])، فقد أباح الطلب، ولو كان منافيًا لمقام التوكل على الله لما أباحه؛ لأنه لم يقل: «إلا تطلبوا»، وإنما قال: «أجملوا في الطلب»، فكأنه قال: إذا طلبتم مجملين؛ أي: كونوا مع الله في الطلب متأدبين، وإليه مفوضين، فقد أباح صلوات الله عليه وسلامه وجود الطلب، والطلب من الأسباب، وقد سبق قوله عليه الصلاة والسلام: «أحل ما أكل المرء من كسب يمينه»، إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جواز الأسباب، بل على الحث عليها والندب إليها.
([1]) هذا جزء من حديث صحيح ولفظه: عن جابر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، اتقوا الله وأجملوا في الطلب؛ فإن نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملو في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم»، وله روايات أخرى. [انظر «الترغيب والترهيب» جـ4، ص(10، 11)].
حكمة الأخذ بالأسباب