الباب الثاني في تأويل الأشعار لأهل السماع
الباب الثاني في تأويل الأشعار لأهل السماع للتوسل إلى حسن الاستماع:
أعلم أن هذا الباب هو الذي بنى عليه الكتاب على قواعده فليكن تأملك فيه بالفهم والتمييز منوطاً على حفظ الأصول الدينية من غير خروج إلى تشبيه أو تعطيل أو ابتداع أو اعتزال وإن فهمت في كلامي شيئاً من ذلك فإنا برئ من ذلك الفهم لم أرده ولا أقول به ولا أجيزه ولا اعتقده بل أعتقد أن الله تعالى واحد لا شريك له ولا شبيه له ليس كمثله شيء وهو السميع البصير له الأسماء الحسنى والصفات العلى تنزه عن النقصان وتقدس عن الحدثان قضى بما شاء وقدر ما أراد لا مانع لقضاء به ولا دافع لأرادته ولا يحل شيئاً ولا يحله شيء لا يمازج الأشياء ولا يخاللها و لا يتصل به شيء ولا ينفصل عنه لا صاحبة له ولا ولد ولا والد ولا وزير ولا مشارك تفرد بالقدم وأوجد الأشياء من العدم وسيعيدها إلى الفناء ثم يوجدها في دار البقاء خلق الجنة والنار والحساب والصراط والميزان والموت والحياة والبعث والنشور فالجنة لمن قربه والنار لم بعده أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وجعله خاتم النبيين وصفوة المرسلين صلى الله عليه وعلى إله وصحبه أجمعين أمين
وقد اختصرت لك عقائد أهل السنة والجماعة في هذا الألفاظ لتبنى عليها أصل عقيدتك ولتعلم أنى إذا أردت شيئاً في تأويل كلمة أنما وردته حافظاً لأهل هذه العقيدة فإن تصور لك في فهم ذلك شيء خلاف هذا رجعت إلى فهمك وعلمت أنه من تسويل نفسك فتتأمل فيه إلى أن يظهر لك الحق وتتبعه أن شاء الله تعالى أعلم أنى أذكر في هذا الباب عشرة قصائد تجمع سائر أصناف الشعر من الغزل والمدح والتشبث والحماسة وغيرها وأذكر فيها غالب الألفاظ التي يستعيرها الشعراء في وضع أشعارهم إلا ما تحته من ذلك جميع ما تسمعه فتعلم تأويل ما لم أذكره بما ذكرته على أنى لم أبالغ في أطناب تأويل هذه الأبيات غاية الأطناب لأن قصدي الاختصار في هذا الكتاب من غير خلل ولا ملل (مناسباً لعدد الكلمات المتقدمة السابق تأويلها على أنى أتكلم في تأويل هذه الأبيات على المراتب السابق ذكرها في تأويلها اختصر في بعض المواضع عندهم في تأويل مقصد الناسك والسالك وأبسط في تأويل مقصد المحب لأن مشربه أعلى وذو الهمة إلا معالى الأمور ولا (....) أهل المراتب الثلاثة فر (....) كل من كان له ذوق بخلاف مشرب المجذوب عزيز ولهذا بسطنا الكلام على مقصده على أنى لا أبلغ فيه (....) بل هو بنسبتهم فيه (....) وأعلم أن هذه الأبيات) قد جعلت مجملة عدد هذه القصائد مائة بيت وبيت وإن كانت قليلة فإني أرجوا الله تعالى أن يجعلها كافية شافية في هذا المعنى وأسأل أن ينفع لهذا الكتاب كاتبه ومليه وسامعه وكل من نظر فيه وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم أنه سميع عليم