الكلمة الرابعة والعشرون المحاسبة
هو توبيخ النفس على الغفلة بإقامة الحد عليها عند اليقظة والمحاسبون على أنواع فمنهم من يحاسب نفسه على تفريط الأوقات فيقيم عليها الحد طلباً لدوام العبادات ومنهم من يحاسبها على الشهوات فيقيم الحد عليها طلب لترك العادات ومنهم من يحاسبها على الغفلات في الحركات والسكنات فيقيم عليها الحد طلباً لضبط الإحساس في سائر الأوقات ومنهم من يحاسبها على الخطرات فيقيم عليها الحد طلباً للقيام بآداب أرباب الإرادات ومنهم من يحاسبها على الأنفاس فيقيم الحد عليها خوفاً من الوقفة والاقتباس ومنهم من يحاسبها على الانبساط خوفاً من السقوط عن البساط ومنهم من يحاسبها على أحكام الباقيات طلباً للترقي إلى الكمالات ومنهم من يحاسبها على الخنوس عن الإلهيات طلباً للتحقق بحقائق الأسماء والصفات ومنهم من يحاسبها على شهود الصفات طلباً للتحقق بوجود الذات ومنهم من يحاسبها على التلوين طلباً للتأدب بآداب الحضرات ومنهم من يحاسبها على إظهار حكم أثار الربوبية طلباً للتحقق بمقام العبودة وهو أكمل عارف بالله.