الصفحة 55 من 78
الكلمة السابعة عشر الشوق
هو طلب القلب وجدان المحبوب عند فقدان الصبر عنه وقيل هو أسم لاضطراب القلب وعدم سكونه عن المحبوب والمشتاقون على أنواع فمنهم من شوقه إلى مطالعة الجمال الإلهي وهذا أول مراتب المبتدئ ومنهم من شوقه إلى الله مطلقاً لا لأجل مطالعته الجمال ولكن لما تستحقه الصفات الإلهية ومنهم من شوقه بضرورة حال المحبة وهذا الشوق لوازم العشق وصاحبه في مشاهدة دائمة لا من القوة الشوقية تستحضر له جمال المحبوب والقوة العشقية تلزمه فلا يفارق تلك الصورة الروحانية تعشقاً ذاتياً ولا تسمى المحبة عشقاً إلا إذا بلغ صاحبها فيها إلى هذا الحد ومنهم من شوقه إلى تحققه بالصفات الإلهية وهذا الشوق لا يكون إلا بعد المشاهدة الحقيقية وهو شوق الواصلين.